للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الأحاديث الواردة في (الابتهال)]

١-* (عن أبي القموص زيد بن عديّ قال:

حدّثني أحد الوفد الّذين وفدوا على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من عبد القيس قال: وأهدينا له فيما يهدى موطا أو قربة من تعضوض أو برنيّ «١» ، فقال: «ما هذا؟» ، فقلنا: هذه هديّة، قال: وأحسبه نظر إلى تمرة منها فأعادها مكانها، وقال: «أبلغوها آل محمّد» قال:

فسأله القوم عن أشياء، حتّى سألوه عن الشّراب.

فقال: «لا تشربوا في دبّاء «٢» ولا حنتم «٣» ولا نقير «٤» ولا مزفّت «٥» ، اشربوا في الحلال الموكى عليه» ، فقال له قائلنا: يا رسول الله! وما يدريك ما الدّبّاء والحنتم والنّقير والمزفّت؟ قال: «أنا لا أدري ما هيه. أيّ هجر «٦» أعزّ؟» ، قلنا: المشقّر «٧» قال: فوالله لقد دخلتها وأخذت إقليدها «٨» قال: وكنت قد نسيت من حديثه شيئا فأذكرنيه عبيد الله بن أبي جروة، قال: وقفت على عين الزّارة، ثمّ قال: «اللهمّ اغفر لعبد القيس إذ أسلموا طائعين غير كارهين، غير خزايا ولا موتورين» . إذ بعض قومنا لا يسلمون حتّى يخزوا ويوتروا، وقال: وابتهل ووجهه ههنا من القبلة- يعني عن يمين القبلة- حتّى استقبل القبلة ثمّ يدعو لعبد القيس، ثمّ قال «إنّ خير خير أهل المشرق عبد القيس» ) * «٩» .

[الأحاديث الواردة في (الابتهال) معنى]

٢-* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما- أنّه قال: أوّل ما اتّخذ النّساء المنطق «١٠» من قبل أمّ إسماعيل، اتّخذت منطقا لتعفّي أثرها على سارة، ثمّ جاء بها إبراهيم وبابنها إسماعيل- وهي ترضعه- حتّى وضعها عند البيت عند دوحة فوق زمزم في أعلى المسجد وليس بمكّة يومئذ أحد، وليس بها ماء فوضعهما هنالك، ووضع عندهما جرابا فيه تمر، وسقاء فيه ماء، ثمّ قفّى إبراهيم منطلقا، فتبعته أمّ إسماعيل فقالت: يا إبراهيم! أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي الّذي ليس فيه إنس ولا شيء؟، فقالت له ذلك مرارا، وجعل لا يلتفت إليها. فقالت له:

آلله أمرك بهذا؟ قال: نعم. قالت: إذن لا


(١) التعضوض والبرني: نوعان من أنواع التمر.
(٢) الدّبّاء: هو القرع والمراد اليابس منه.
(٣) الحنتم: هي جرار حمر أو خضر كانت تحمل فيها الخمر إلى المدينة ثم اتسع فيها فقيل للخزف كله حنتم واحدتها حنتمة ونهى عن الانتباذ فيها لأنها تسرع الشدة فيها لأجل دهنها..
(٤) النقير: أصل النخلة ينقر فيتخذ منه وعاء، وفي رواية «المقيّر» وهو ما طلي بالقار.
(٥) المزفت: ما طلي بالزفت.
(٦) هجر: اسم لجميع أرض البحرين.
(٧) المشقّر: حصن قديم بالبحرين.
(٨) الإقليد هنا يراد به المفتاح.
(٩) أحمد (٤/ ٢٠٦) . وأصله عند البخاري ومسلم. وبعضه عند أبي داود رقم (٣٦٩٥) .
(١٠) المنطق: بكسر الميم وسكون النون وفتح الطاء هو ما يشدّ به الوسط.