للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

١٩-* (عن جابر بن عبد الله- رضي الله عنهما- قال: رأيت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يرمي على راحلته يوم النّحر ويقول: «لتأخذوا مناسككم، فإنّي لا أدري لعلّي لا أحجّ بعد حجّتي هذه» ) * «١» .

٢٠-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «دعوني ما تركتكم، فإنّما أهلك من كان قبلكم سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم، فإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه، وإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم» ) * «٢» .

٢١-* (عن العرباض بن سارية- رضي الله عنه- قال: صلّى بنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ذات يوم، ثمّ أقبل علينا فوعظنا موعظة بليغة، ذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب، فقال قائل: يا رسول الله كأنّ هذه موعظة مودّع، فماذا تعهد إلينا؟، فقال:

«أوصيكم بتقوى الله والسّمع والطّاعة وإن عبدا حبشيّا، فإنّه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنّتي وسنّة الخلفاء المهديّين الرّاشدين تمسّكوا بها، وعضّوا عليها بالنّواجذ «٣» ، وإيّاكم ومحدثات الأمور، فإنّ كلّ محدثة بدعة، وكلّ بدعة ضلالة» ) * «٤» .

٢٢-* (قال عمر- رضي الله عنه-:

«اتّهموا الرّأي على الدّين، فلقد رأيتني أردّ أمر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم برأيي اجتهادا، فو الله ما آلو عليه الحقّ» .

وذلك يوم أبي جندل حتّى قال لي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:

«تراني أرضى وتأبى؟» ) * «٥» .

٢٣-* (عن عليّ بن أبي طالب- رضي الله عنه-: «لو كان الدّين بالرّأي لكان أسفل الخفّ أولى بالمسح من أعلاه» . وزاد أبو داود (وقد رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يمسح على ظاهر خفّيه» ) * «٦» .

٢٤-* (وعنه- رضي الله عنه- أنّه أتي بدابّة ليركبها فلمّا وضع رجله في الرّكاب، قال: «بسم الله، فلمّا استوى على ظهرها قال: الحمد لله، ثمّ قال:

سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا وَما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ* وَإِنَّا إِلى رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ ثمّ قال: الحمد لله ثلاث مرّات، ثمّ قال: الله أكبر ثلاث مرّات، ثمّ قال: سبحانك إنّي ظلمت نفسي فاغفر لي فإنّه لا يغفر الذّنوب إلّا أنت، ثمّ ضحك، فقيل: يا أمير المؤمنين، من أيّ شيء ضحكت؟ قال: رأيت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فعل كما فعلت ثمّ ضحك، فقلت: يا رسول الله؛ من أيّ شيء ضحكت؟ قال: «إنّ ربّك يعجب من عبده


(١) مسلم (١٢٩٧) .
(٢) البخاري- الفتح ١٣ (٧٢٨٨) .
(٣) عضوا عليها بالنواجذ: مثل في شدة الاستمساك بأمر الدين؛ لأن العض بالنواجذ عض بجميع الفم والأسنان، والنواجذ هي أواخر الأسنان وقيل: هي التي بعد الأنياب.
(٤) أبو داود (٤٦٠٧) واللفظ له وقال الألباني في صحيح أبي داود (٣/ ٨٧١) : صحيح، الترمذي (٢٦٧٦) وقال: حسن صحيح، ابن ماجة (٤٢) ، أحمد (٤/ ١٢٦، ١٢٧) ، الحاكم (١/ ٩٦/ ٩٧) ، الدارمي (١/ ٩٥) حديث (٩٥) ، وقال الألباني: صحيح- صحيح الجامع (٢/ ٣٤٦) .
(٥) الفتح (١٣/ ٢٨٩) وعزاه الحافظ للطبري والطبراني والبيهقي في المدخل.
(٦) أبو داود (١٦٢) ، وقال الحافظ في الفتح: إسناده حسن (١٣/ ٢٨٩) ، أحمد (١/ ٩٥) .