للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تكفّر عنّي خطاياي؟. فقال له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:

«نعم، إن قتلت في سبيل الله وأنت صابر محتسب مقبل غير مدبر» . ثمّ قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «كيف قلت» ، قال: أرأيت إن قتلت في سبيل الله أتكفّر عنّي خطاياي؟. فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «نعم، وأنت صابر محتسب مقبل غير مدبر، إلّا الدّين، فإنّ جبريل عليه السّلام قال لي ذلك» ) * «١» .

٨-* (عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ الله لا يرضى لعبده المؤمن إذا ذهب بصفيّه «٢» من أهل الأرض فصبر واحتسب، وقال ما أمر به بثواب دون الجنّة» ) * «٣»

٩-* (عن أبيّ بن كعب- رضي الله عنه- قال: كان رجل من الأنصار بيته أقصى بيت في المدينة، فكان لا تخطئه الصّلاة مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال:

فتوجّعنا له. فقلت له: يا فلان لو أنّك اشتريت حمارا يقيك من الرّمضاء، ويقيك من هوامّ الأرض. قال:

أما والله! ما أحبّ أنّ بيتي مطنّب «٤» ببيت محمّد صلّى الله عليه وسلّم، قال: فحملت به حملا «٥» حتّى أتيت نبيّ الله صلّى الله عليه وسلّم، فأخبرته. قال: فدعاه، فقال له مثل ذلك، وذكر له أنّه يرجو في أثره «٦» الأجر، فقال له النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ لك ما احتسبت» ) * «٧» .

١٠-* (عن أبي أمامة- رضي الله عنه- عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «يقول الله سبحانه: ابن آدم! إن صبرت واحتسبت عند الصّدمة الأولى، لم أرض لك ثوابا دون الجنّة» ) * «٨» .

١١-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «يقول الله تعالى: ما لعبدي المؤمن عندي جزاء إذا قبضت صفيّه من أهل الدّنيا ثمّ احتسبه إلّا الجنّة» ) * «٩» .

١٢-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: لم يتكلّم في المهد إلّا ثلاثة: عيسى ابن مريم. وصاحب جريج. وكان جريج رجلا عابدا.

فاتّخذ صومعة. فكان فيها. فأتته أمّه وهو يصلّي فقالت: يا جريج! فقال: يا ربّ! أمّي وصلاتي. فأقبل على صلاته فانصرفت. فلمّا كان من الغد أتته وهو يصلّي. فقالت: يا جريج! فقال: يا ربّ أمّي وصلاتي.

فأقبل على صلاته. فلمّا كان من الغد أتته وهو يصلّي.

فقالت: يا جريج! فقال: أي ربّ! أمّي وصلاتي فأقبل على صلاته. فقالت: اللهمّ لا تمته حتّى ينظر إلى وجوه


(١) مسلم (١٨٨٥) .
(٢) صفيه: خليله وصديقه.
(٣) النسائي (٤/ ٢٣) ، وقال محقق جامع الأصول (٦/ ٤٣٤) : إسناده حسن.
(٤) مطنّب ببيت محمد: أي مشدود بالأطناب أي ما أحب أن يكون بيتي إلى جانب بيته لأني أحتسب عند الله كثرة خطاي من بيتي إلى المسجد (النهاية ٣/ ١٤٠) .
(٥) فحملت به حملا: معناه إنه عظم علي وثقل واستعظمته لبشاعة لفظه وهمّني ذلك، وليس المراد الحمل على الظهر.
(٦) في أثره: أي في ممشاه.
(٧) مسلم (٦٦٣) .
(٨) ابن ماجه (١٥٩٧) ، وفي الزوائد: إسناد حديث أبي أمامة صحيح ورجاله ثقات.
(٩) البخاري- الفتح ١١ (٦٤٢٤) .