للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

١٤-* (قال الشّنقيطيّ- رحمه الله تعالى-:

«اعلم أنّ المستأذن إن تحقّق أنّ أهل البيت سمعوه لزمه الانصراف بعد الثّالثة؛ لأنّهم لمّا سمعوه، ولم يأذنوا له دلّ ذلك على عدم الإذن، وقد بيّنت السّنّة الصّحيحة عدم الزّيادة على الثّلاث، خلافا لمن قال من أهل العلم: إنّ له أن يزيد على الثّلاث مطلقا، وكذلك إذا لم يدر هل سمعوه أو لا؛ فإنّه يلزمه الانصراف بعد الثّالثة. ثمّ قال: والّذي يظهر لنا رجحانه من الأدلّة، أنّه إن علم أنّ أهل البيت لم يسمعوا استئذانه لا يزيد على الثّالثة بل ينصرف بعدها لعموم الأدلّة، وعدم تقييد شيء منها بكونهم لم يسمعوا خلافا لمن قال: له الزّيادة، ومن فصّل في ذلك، قال: والصّواب- إن شاء الله تعالى- هو ما قدّمنا من عدم الزّيادة على الثّلاث؛ لأنّه ظاهر النّصوص ولا يجوز العدول عن ظاهر النّصّ إلّا بدليل يجب الرّجوع إليه» ) * «١» .

[من فوائد (الاستئذان)]

(١) يتيح للإنسان أن يتصرّف في بيته كما يشاء بما يرضي الله فيأذن لمن يريد ويردّ من يريد بغير حرج.

(٢) سدّ الذّرائع إذ إنّ عدم الاستئذان يستلزم وقوع النّظر على ما لا يحلّ، وقد يكون هذا سببا لفتنة بعد ذلك.

(٣) الاستئذان يرفع الحرج عن المستأذن والمستأذن عليه.

(٤) الاستئذان يشيع جوّ الأمان في المجتمع فيأمن كلّ عدم اقتحام البيت إلّا بإذنه.

(٥) تؤدّي فضيلة الاستئذان إلى الغبطة والسّرور.

(٦) الاستئذان يؤدّي إلى الأنس وإزالة الرّهبة والخوف.

(٧) الاستئذان يتيح الفرصة لصاحب البيت بأن يداري عوراته وكلّ ما يكره.

(٨) بالاستئذان ترضى النّفوس ولا ينزل بها الغضب وتحفظ الحرمات.


(١) أضواء البيان (٦/ ١٧٥- ١٧٦) .