للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولما رتب شمس الملوك أمر حمص وقرر أحوالها وانكفأ عائداً إلى دمشق في أول شهر رمضان خرجت العساكر المصرية من مصر إلى البر والاصطول في البحر مع شرف ولد الأفضل شاهنشاه وكتب في استدعاء المعونة على الجهاد وبنصرة العباد والبلاد بانفاذ العسكر الدمشقي فأجيب إلى ذلك وعاقت عن مسيره أسباب حدثت وصوادف صدفت ووصل أصطول البحر ونزل على يافا آخر شوال وأقام أياماً وتفرق الاصطول والعساكر إلى الساحل وكانت الأسعار بها قد ارتفعت والأقوات قد قلت فصلحت بما وصل مع الاصطول من الغلة ورخص الأسعار إلا أن غارات الافرنج متصلة عليها وفي ذي القعدة من السنة تواترت الأخبار بخروج قلج أرسلان بن سليمان بن قتلمش من بلاد الروم طالباً أنطاكية ووصوله إلى قريب من مرعش وجرى بينه وبين الأمير الدانشمند صاحب ملطية خلف ومنازعة أوجبت عوده عليه وإيقاعه به وفل عسكره والفتك برجاله ولما انكفأ بعد ذلك قيل أنه وصل إلى الشام وأرسل رسوله إلى حلب يلتمس الاذن للسفار بالوصول إلى عسكره بالمير والازواد وما يحتاج إليه سائر العسكرية والاجناد فسر الناس بذلك وتباشروا به

[سنة سبع وتسعين وأربعمائة]

في رجب منها وردت الأخبار بوصول الافرنج في البحر من بلادهم إلى ظاهر اللاذقية مشحونة بالتجار والأجناد والحجاج وغير ذلك وأن صنجيل المنازل لطرابلس استنجد بهم على طرابلس في مضايقتها والمعونة على ملكتها وأنهم وصلوا إليه فاجتمعوا معه على منازلتها ومضايقتها فقاتلوها أياماً ورحلوا عنها. ونزلوا على ثغر جبيل فقاتلوه وضايقوه وملكوه بالأمان فلما حصل في ملكتهم غدروا بأهله ولم يفوا بما بذلوه من الأمان وصادروهم واستنفدوا أحوالهم وأموالهم بالعقوبات وأنواع العذاب.