للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واتفق للأمر المقضي الذي لا يدافع والمحتوم الذي لا يمانع من سعى في افساد هذا التدبير ونقض هذا التقرير فأوحش الملك محيي الدين ارتاش من ظهير الدين أتابك ومن الخاتون صفوة الملك والدة شمس الملوك وأوقعت أمه في نفسه الخوف منهما وأوهمته انهما ربما عملا عليه فقتلاه والأمر بالضد مما نقله الواشي إليه وألقاه فخاف منهما وحسن له الخروج من دمشق ومملكتها والعود إلى بعلبك لتجتمع إليه الرجال والعسكرية فخرج منها سراً في صفر سنة ٤٩٨ وخرج ايتكين الحلبي صاحب بصرى إليها هارباً لتقرير كان بينهما في هذا الفساد فعاثا في ناحية حوران وراسلا بغدوين ملك الافرنج بالاستنجاد به وتوجها نحوه وأقاما عنده مدةً بين الافرنج يحرضانه على المسير إلى دمشق ويبعثانه على الافساد في أعمالها فلم يحصلا منه على حاصل ولا ظفرا بطائل فحين يئسا من المعونة وخاب أملهما في الاجابة توجها إلى ناحية الرحبة في البرية. واستقام الأمر بعدهما لظهير الدين أتابك وتفرد بالأمر واستبد بالرأي وحسنت أحوال دمشق وأعمالها بإيالته وعمرت بجميل سياسته. وقضى الله تعالى بوفاة تتش ولد الملك شمس الملوك دقاق المقدم ذكره في هذه الأيام. واتفق إن الأسعار رخصت والغلات ظهرت وانبسطت الرعية في