للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بإزاء الذين قتلوا من المشركين كانوا متقاربين ولما عاد ظهير الدين والعسكر إلى بصرى وجد الملك ارتاش وايتكين الحلبي لما يئسا من نصرة الافرنج لهما قد قصدا ناحية الرحبة وأقاما بها مدةً وتفرقا وراسل المقيمان ببصرى نوشتكين وفلوا كذا من ظهير الدين يطلبان منه الأمان والمهلة لهما بالتسليم مدة اقتراحهما فأجاب إلى ما التمساه منه ورحل عنهما ولما بلغ الأجل منتهاه والوعد مداه سلما بصرى إليه وخرجا منها ووفى لهما بما وعدهما من الأمان والاقطاع وزاد على ذلك وأقاما عليه مدة أيامه

[سنة تسع وتسعين وأربعمائة]

فيها خرج الافرنج إلى سواد طبرية وشرعوا في عمارة حصن علعال فيما بين السواد والبثنية وكان من الحصون الموصوفة بالمنعة والحصانة فلما عرف ظهير الدين أتابك هذا العزم منهم لشفق من اتمام الأمر فيه فيصعب تدارك الأمر وتلافيه فنهض في العسكر وقصدهم وهو على غفلة مما دهمهم فأوقع بهم وقتلهم بأسرهم وملك الحصن بما فيه من آلاتهم وكراعهم وأثاثهم وعاد إلى دمشق برؤوسهم وأسرائهم وغنائمهم وهي على غاية الكثرة في يوم الأحد النصف من شهر ربيع الآخر. وفي هذا الشهر ظهر في السماء من الغرب كوكب له ذوابة كقوس قزح أخذه من المغرب إلى وسط السماء وقد كان رؤي قريباً من الشمس نهاراً قبل ظهوره في الليل وأقام عدة ليال وغاب