للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فإن عزمه قوي على العود بسبب بلاد سكمان وطمعه في اقتطاعها من السلطان فاستجرهم ظهير الدين أتابك إلى الشام فرحلوا في آخر صفر ونزلوا معرة النعمان فأقاموا على ذلك المنهاج الأول وامتار العسكر من عملها ما كفاهم وقصروا عن حملة من العلوفات والأقوات وظهر لظهير الدين من سوء نية المقدمين فيه ما أوحشه منهم ونفر قلبه من المقام بينهم وذكر له أن الملك فخر الملوك رضوان راسل بعض الأمراء في العمل عليه والايقاع به فاتفق مع الأمير شرف الدين مودود وتأكدت المصافاة والمعاهدة بينهما وحمل إلى بقية الأمراء ما كان صحبه من الهدايا لهم والتحف والحصن العربية السبق والاعلاق المصرية وقوبل ذلك منه بالاستكثار له والاستطراف والشكر والاعتراف ووفى له مودود بما بذله وثبت على المودة وجعل أتابك يحرضهم على قصد طرابلس ويعدهم حمل ما يحتاجون إليه من المير من دمشق وعملها وإن أدركهم الشتاء أنزلهم في بلاده فلم يفعلوا وتفرقوا أيدي سبا وعاد برسق بن برسق وأحمديل وتبعوا عسكر سكمان القطبي وتخلف منهم الأمير مودود مع أتابك فرحلا عن المعرة ونزلا على العاصي