للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وصل باقي الافرنج أصحاب طنكري وابن صنجيل فلأمره على التسرع وفندوا رأيه ونصبوا ما كان سلم من خيامهم على طبرية وفي غد يوم الوقعة نهض فريق من عسكر الأتراك إلى ناحية طبرية وأشرفوا على الافرنج بناحية طبرية وعزموا على النزول إليهم والايقاع بهم فخافهم الافرنج وأيقنوا بالهلاك وأقام الأتراك على الجبل عامة نهارهم وانكفوا إلى معسكرهم وطلع الافرنج إلى الجبل وتحصنوا به لصعوبة مرتقاه وهو من غربي طبرية والماء ممتنع على من يكون فيه فعزم المسلمون على الصعود إليه مواقعتهم واستدعى أتابك العرب الطائيين والكلابيين والخفاجيين فوصلوا في خلق كثير بالمزادات والروايا والابل لحمل الماء وصعدت الطلائع إلى الجبل من شماله وعرفوا أن هذا الجبل لا يمكن الحرب فيه لصعوبته على الفارس والراجل. وعلم المسلمون أن الظفر قد لاحت دلائله واماراته والعدو قد ذل وانخزل وفل وانخذل وسرايا الاسلام قد بلغت في النهيض إلى أرض بيت المقدس ويافا وأخربت أعمالهم ودوختها واستاقت عواملها ومواشيه وغنمت ما وجدته فيها فانثنى الرأي عن الصعود ودامت الحال على هذه القضية إلى آخر صفر وعقيب هذه النوبة وصل من حلب من عسكر الملك فخر الملوك رضوان مائة فارس على سبيل المعونة خلاف ما كان قرره وبذله فأنكر ظهير الدين أتابك وشرف الدين مودود ذلك منه وأبطلا العمل بما كانا عزما عليه من الميل إليه وإقامة الخطبة له وذلك في أول شهر ربيع الأول سنة ٥٠٧ وسيرا رسولاً إلى السلطان غياث الدنيا والدين إلى مدينة أصفهان بالبشارة بهذا الفتح ومعه جماعة من أسارى الافرنج ورؤسهم وخيولهم وطوارقهم ومضاربهم وأنواع سلاحهم