للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والاستيلاء على أموالهما وذخائرهما للأسباب التي نقم بها عليهما والمنكرات التي اتصلت به عنهما وفيا اتصلت الأخبار من ناحية بغدوين ملك الافرنج صاحب بيت المقدس بالاحتشاد والتأهب والاستعداد لقصد ناحية حوران من عمل دمشق للعيث فيها والافساد وشرع في شن الغارات على الجهات القريبة من دمشق والمضايقة لها وقطع الطرقات على الواردين إليها. فعند المعرفة بذاك والتحقق له شرع ظهير الدين أتابك في الاستعداد للقائه والاجتماع على جهاده وكاتب أمراء التركمان ومقدميهم وأعيانهم باعلامهم صورة الحال ويستنجد بهم عليهم ويبذل لهم الاحسان والانعام وبرز في عسكره وقد ورد عليه خبر قربهم من طبرية قاصدين أعمال البلد من مرج الصفر وشرخوب وخيم به وكاتب ولاة الأطراف بامداده بالرجالة واتفق وصول التركمان في ألفي فارس أولى بأس شديد ورغبة في الجهاد ومسابقة إلى الكفاح والجلاد فاجتمع إليه خلق كثير. وكان الافرنج حين عرفوا نزول أتابك والعسكر بمرج الصفر رحلوا إليه وخيموا بازائه ووقعت العين على العين وتطاردت طلائع الفريقين. فلما كان يوم الاثنين السابع والعشرين من ذي الحجة من السنة اجتمع للقضاء المقضي والحكم النافذ من أحداث دمشق والشباب الأغرار ورجال الغوطة والمرج والأطراف وأحداث الباطنية المعروفين بالشهامة والبسالة من حمص وغيرها والعقبة وقصر حجاج والشاغور خلق كثير رجالة وخيالة بالسلاح التام والناهض مع المتطوعة المتدينين وشرعوا بالمصير للحاق المصاف قبل اللقاء وقد شاع الخبر بقوة عسكر