للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد كانت قبل نزوله عليها قد شحنت بالرجال المقاتلة والعدد الكاملة ورد أمر الولاية فيها إلى معين الدين أنر وقد تمكنت حالته وارتفعت رتبته ونفذت أوامره في الدولة وأمثلته فنصب عليها عدة من المناجيق وواصل المحاربة لأهلها وبالغ في المضايقة لها وقيل أن عدة المنجنيقات المنصوبة عليها أربعة عشر منجنيقاً يرمي عليها بالنوبة ليلاً ونهاراً بحيث أشرف من بها على الهلاك. ولم تزل هذه حالها إلى أن ورد الخبر بافتتاحها بالأمان لشدة ما نزل بأهلها من البلاء والمضايقة والنقوب وبقيت القلة وفيها جماعة من شجعان الأتراك المندوبين لحمايتها والذب عنها فلما أيسوا من معين يأتيهم من المعين ووصول من ينقذهم من البلاء المحيط سلموها إلى عماد الدين أتابك بعد أخذ أمانه والتوثق منه. فلما حصلت في ملكته نكث عهده ونقض أمانه لحنق أسره وغيظ على من كان فيها أكنة فأمر بصلبهم ولم يفلت منهم إلا من حماه أجله فاستبشع الناس ذلك من فعله واستبدعوه من نكثه. وقد كان الخبر ورد قبل ذلك بافتتاح عماد الدين أتابك قلعة الأثارب في يوم الجمعة أول صفر من السنة المقدم ذكرها. ووردت الأخبار بأن رجفةً عظيمة حدثت في الشام بعد ما تقدم ذكره في ليلة الجمعة الثامن من صفر منها وفي شهر رمضان منها ورد الخبر بأن الأمير الأفضل رضوان بن ولخشى صاحب الأمر بمصر خرج منها لأمر خاف معه من صاحبه الامام الحافظ لدين الله أمير المؤمنين ووصل إلى صرخد وأن أمين الدولة كمشتكين الأتابكي واليها تلقاه بالاكرام ومزيد الاعظام والاحترام وأقام في ضيافته وكرامته مدة ثم عاد من عنده طالباً لمصر لأمر كان دبره وسبب قرره