للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال أبو عبيد١: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم قال: قال عبد الله -يعني ابن مسعود-: إني لأمقت القارئ إ أراه سمينًا نسيًا للقرآن.

وحدثنا٢ عبد الله بن المبارك، عن عبد العزيز بن أبي رواد قال: سمعت الضحاك بن مزاحم يقول: ما من أحد تعلم القرآن "ثم نسيه"٣، إلا بذنب يحدثه؛ لأن الله تعالى يقول: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ} [الشورى: ٣٠] ، وإن نسيان القرآن من أعظم المصائب.

ولهذا قال إسحاق بن راهويه وغيره: يكره للرجل أن يمر عليه أربعون يومًا لا يقرأ فيها القرآن، كما أنه يكره له أن يقرأه فى أقل من ثلاثة أيام، كما سيأتى هذا، حيث يذكره البخارى بعد هذا، وكان الأليق أن يتبعه هذا الباب، ولكن ذكر بعد هذا قوله:


١ في "فضائل القرآن" "ص-١٠٤".
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" "٤/ ٢٢٧" من طريق جرير، عن الأعمش بسنده سواء، ورجاله ثقات، لكنه منقطع بين إبراهيم النخعي وابن مسعود، فلم يدركه. والله أعلم.
٢ أخرجه أبو عبيد في "الفضائل" "ص-١٠٤"، وفي "غريب الحديث" "١/ ١٤٥".
وأخرجه ابن المبارك "٨٥" ووكيع "٩٥" كلاهما في "الزهد"، وابن أبي شيبة "١٠-٤٧٨-٤٧٩" وابن أبي حاتم في "تفسيره" -كما في "ابن كثير" "٧/ ١٩٦"- والبيهقي في "الشعب" "ج٤/ رقم١٨١٣" من طريق عبد العزيز بن أبي رواد، سمعت الضحاك بن مزاحم، فذكره، وسنده جيد.
٣ في "ا": "فنسيه".

<<  <   >  >>