للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حدَّثَنا حِبَّان بن واسع، عن أبيه، عن سعد بن المنذر الأنصارى أنه قال: يا رسول الله، اقرأ القرآن فى ثلاث؟ قال: "نعم". قال: فكان يقرؤه حتى توفى.

وهذا إسناد جيد قوى "حسن١، فإن" حسن "بن موسى"٢ الأشيب ثقةٌ متفقٌ على جلالته، روى له الجماعة وابن لهيعة، إنما يُخشى من تدليسه أو سوء حفظه، وقد صرَّح ههنا بالسماع، وهو من أئمة العلماء بالديار المصرية في زمان، وشيخه حِبَّان بن واسع بن حِبَّان وأبوه، كلاهما من رجال مسلم، والصحابى لم يخرج له أحد من أهل الكتب الستة، وهذا على شرط كثير منهم، والله أعلم.

وقد رواه أبو عبيد -رحمه الله- عن ابن بكير، عن ابن لهيعة، عن حِبَّان بن واسع، عن أبيه، عن سعد بن المنذر الأنصارى أنه قال: يا رسول الله، اقرأ القرآن فى ثلاث؟ قال: "نعم، إن استطعت" , قال: فكان يقرؤه


= "ج٦/ رقم ٥٤٨١"، والداني في "البيان" "ص٣٢٦"، من طرق عن ابن لهيعة بسنده سواء. وقد أجاب المؤلف -رحمه الله- عن ابن لهيعة، فقال: "وابن لهيعة إنما يُخشى من تدليسه أو سوء حفظه، وقد صرَّح هَهُنَا بالسماع، وهو من أئمة العلماء بالديار المصرية". أ. هـ. فلم يُجب ابن كثير على اتهامه بسوء الحفظ إلَّا بقوله: هو من أئمة العلماء, وهذا لا يعني أنه حافظٌ ثَبْتٌ, فكم من عالمٍ فقيهٍِ وصالحٍ دَيِّنٍ لم يقبل العلماء روايته لخفة ضبطه، وهذا الحديث قد اضطرب فيه ابن لهيعة في تسمية صحابي الحديث، وإن كان الأشبه أنه "سعد بن المنذر" لرواية ابن المبارك، وهو من قدماء أصحاب ابن لهيعة، فالله أعلم.
١ ساقط من "جـ".
٢ في "جـ": "ابن أبي موسى"!!

<<  <   >  >>