للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والوساطة بين المتنبي وخصومه، وغيرها من كتب تلك المجموعة الضخمة من التراث العربي.

ثم هناك مجموعة كتب الشواهد، ونخص بالذكر منها خزانة الأدب للبغدادي، وشرح الشواهد الكبرى للعيني، ففيهما مقدار كبير جدا من شعر الصعاليك. ومرد ذلك إلى اهتمام النحاة بهذا الشعر في شواهدهم. وميزة الخزانة -فوق هذا- أنها ترد كل ما ترويه إلى مصادره التي تنقله عنها، وما أكثر المصادر التي اعتمد عليها صاحب الخزانة في تأليفها، والتي أشار إليها في مقدمته لها١، حتى لتعد الخزانة من المصادر الأولى لشعر الصعاليك.

وقد قلنا إن الشعراء الصعاليك -نتيجة لتشردهم- ذكروا طائفة كبيرة من حيوان الصحراء في شعرهم، ومعنى هذا أن الكتب العربية التي تُعنى بدارسة الحيوان تضم مجموعة لا بأس بها من شعر الصعاليك، ونخص بالذكر من بين هذه الكتب كتاب الحيوان للجاحظ.

ومن بين الشعراء الصعاليك جماعة أدركوا الإسلام، وأسلموا في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، كأبي خراش وأبي الطمحان، فهؤلاء نجد تراجمهم وطائفة من شعرهم في كتب الصحابة، كالإصابة لابن حجر، وأسد الغابة لابن الأثير. ومن هذا القبيل أيضا ما ترويه كتب السيرة من شعر عروة بن الورد وأخباره؛ نظرا لأن إحدى سبياته كانت في بني النضير عندما أجلاهم النبي صلى الله عليه وسلم إلى خيبر٢.

هذه أهم المجموعات التي تكون مصادر "ديوان الصعاليك"، وهذه أهم كتبها، ولم نقصد من ذكرها إلى الحصر، فإنه ليس باليسير، وقد قلنا في أول حديثنا عنها إننا نستطيع أن نقول، في شيء من الحذر، إن كل مصادر الأدب العربي تضم أبياتا من شعر الصعاليك، وإنما كل ما قصدنا إليه من هذا الحديث هو أن نهيئ "المفاتيح" التي نتوصل بها إلى "كنوز" ديوان الصعاليك.


١ انظر ١/ ٨-١٢.
٢ انظر على سبيل المثال: السهيلي: الروض الأنف ٢/ ١٧٨-١٨١.

<<  <   >  >>