للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

"إن عصرنا هو عصر عقدة الشهادات، فالماجستير والدكتوراه أصبحت غاية في حد ذاتها لشبابنا، ولكن كل ينسى هذه الحقيقة: وهي أن الماجستير والدكتوراه ما هي إلا حروف الأبجدية الأولى لبداية المعرفة، والمعرفة لا يمكن تخزينها في زجاجة الماجستير أو الدكتوراه. إن هذه لنظرة مزيفة،جامعاتنا هي فقط مؤسسات علمية لإعداد الطلبة ليتعرفوا على كيفية التحصيل العلمي والمعرفة" اهـ.

وقد أدرك المبشرون والمستشرقون عقدة الشهادات في البلاد الإسلامية، فوجهوا توصيتهم للجامعات الغربية، بشراء من يستطيعون شراءه من أبناء المسلمين بالشهادات، فقد جاء ما يلي في كتاب المشكلة الشرقية Eastern Problem London. ١٩٥٧-P.١٤٩:

" لا شك أن المبشرين فيما يتعلق بتخريب وتشويه عقيدة المسلمين قد فشلوا تماماً، ولكن هذه الغاية يمكن الوصول إليها من خلال الجامعات الغربية، فيجب أن تختار طلبة من ذوي الطبائع الضعيفة والشخصية الممزقة والسلوك المنحل من الشرق ولا سيما من البلاد الإسلامية، وتمنحهم المنح الدراسية، حتى تبيع لهم الشهادات بأي سعر، ليكونوا المبشرين المجهولين لنا، لتأسيس السلوك الاجتماعي والسياسي الذي نصبوا إليه في البلاد الإسلامية. إن اعتقادي لقوي بأن الجامعات الغربية يجب أن تستغل استغلالاً تاماً جنون الشرقيين للدرجات العلمية والشهادات. واستعمال أمثال هؤلاء الطلبة كمبشرين ووعاظ ومدرسين لأهدافنا ومآربنا باسم تهذيب المسلمين والإسلام".

تحت كل هذه المؤثرات المتعددة اندفع فريق من أبناء المسلمين إلى الجامعات الغربية، لنيل شهادة الماجستير والدكتوراة في مختلف العلوم، بما في ذلك العلوم الدينية والعلوم العربية، والعلوم الإنسانية والاجتماعية، التي أولاها المستشرقون عناية خاصة، لجعلها شبكة مقنعة لاصطياد أبناء المسلمين، وبنائهم بناء جديداً، يجعلهم خدام أغراض الاستشراق وأغراض التبشير والاستعمار، في أفكارهم ومفاهيمهم وفي أعماله وتنظيماتهم، داخل بلاد المسلمين من حيث يشعرون أو من حيث لا يشعرون، ويمنحونهم الشهادات العليا، والألقاب العلمية الكبيرة، لأقل بحث يكتبونه في غير العلوم البحتة،

<<  <   >  >>