للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وغدا كثير من الكتاب في العلوم الإسلامية، وفي التاريخ الإسلامي، وفي اللغة العربية، لا يرجع إلا إلى ما كتبه المستشرقون، ويعتبرون ذلك أفضل المصادر التي يرجعون إليها، أما المصادر الإسلامية فلا يكلفون نفوسهم عناء الرجوع إليها، ولا البحث فيها، ثقة عمياء بما كتبه المستشرقون، أو خدمة مأجورة لما توجههم له الدوائر الاستعمارية، وأجهزة الاستشراق، وجمعيات التبشير.

ومن غريب الأباطيل التي يروجها المستشرقون ما حدثنيه الأستاذ الدكتور (وصفي أبو مغلي) عن صديقه وأستاذه الدكتور (بحر محمد بحر) وهو سوداني ويعمل مدرساً في جامعة عين شمس في مصر، أنه حينما كان يدرس في انجلترا، قال أحد المدرسين وهو يتحدث عن الحضارة الإسلامية: كان إله محمد الناقة التي كان يركبها، والدليل على ذلك أنه حينما هادر إلى المدينة ودعاه أهلها للنزول عندهم قال لهم: دعوا الناقة حيث تبرك، فاستدل من ذلك على أنه كان يعبد الناقة ويتلقى منها الوحي.

هل يحتاج مثل هذا التضليل إلى تعليق أكثر من إطلاق ضحكات سخرية وتعجب؟!.

شهادة صدق

عرض الأستاذ الدكتور مصطفى السباعي رحمه الله لقاءاته المباشرة لعدد من المستشرقين في جولة طاف فيها على أكثر جامعات أوربا عام (١٩٥٦ م) ، وما جرى بينه وبينهم من أسئلة ومناقشات، واستخلص من هذه الجولة النتائج التالية:

أولاً: أن المستشرقين - في جمهورهم- لا يخلو أحدهم من أن يكون قسيساً أو استعمارياً أو يهودياً، وقد يشذ عن ذلك أفراد.

ثانياً: أن الاستشراق في الدول الغربية غير الاستعمارية _ كالدول السكندنافية _ أضعف منه عند الدول الاستعمارية.

<<  <   >  >>