للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

غنية يمتلكونها، ولا يصارعون لامتلاكها شعوباً تنتمي إلى الإسلام، وتحميها مراكز القوة في العالم الإسلامية.

ومع بداية القرن الثالث عشر الميلادي (السادس الهجري) ظهر في الغرب ما يعرف بعهد الكشوف الجغرافية، وقد تضافرت في الغرب عدة عوامل أدت إلى ظهور حركة الكشف الجغرافي، أهمها العوامل التالية:

الأول: العامل السياسي، وقد قوي مع ظهور الدولة الوطنية الحديثة، ذات الرغبة الملحة في بسط سيطرتها على غيرها من الأمم والشعوب.

الثاني: العامل الاقتصادي، الذي دفع الغربيين للتخلص من سيطرة المسلمين على الطرق البحرية التي تصل الغرب بالشرق، والذي حرك أطماع الغربيين في الحصول على الذهب والأرض والعبيد.

الثالث: العامل الديني، الذي كان له دور كبير في دفع حركة الكشف الجغرافي، بغية نشر النصرانية، وقد برز هذا العامل بوضوح لدى البرتغاليين، والأسبانيين، منذ القرن الرابع عشر الميلادي.

فبعد إخراج المسلمين من الأندلس صار لدى نصارى شبه جزيرة إيبريا رغبة قوية في مطاردة المسلمين خارجها. وانتقل نشاطهم إلى شمال إفريقية وغربها يتعقبون المسلمين. وراودتهم الآمال بإمكان محاصرة الإسلام عن طريق البحر، وطعنه من الخلف، ولا تزال مدينتا "سبتة" و"مليلة" المغربيتان ثغراً المغرب على البحر الأبيض المتوسط مستعمرتين من قبل الإسبان منذ ستة قرون.

وكان من أهداف البرتغاليين تحويل المسلمين في غرب إفريقية وفي غيرها من البلدان الآهلة بهم إلى النصرانية، ومن المؤكد لدى المؤرخين أن الرغبة في نشر المسيحية، ومعاداة الإسلام، كانت من الحوافز التي دفعت

<<  <   >  >>