للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على مختلف المدارس الفكرية دون أن يجد أنصار إحداها غضاضة في هذا الطرح , لأنهم جميعا وحينما تقوم الأدلة القاطعة على رأي من الآراء العلمية يترك أصحاب المذاهب والمدارس الفكرية المختلفة آراءهم السابقة , ويقبلون الحقيقة الناصعة , التي قامت عليها الأدلة القاطعة , أما التعصب للخطأ الموروث والاستمساك بالباطل فليس من شأن الإنسان العاقل المنصف الباحث عن الحقيقة.

وأمام هذا المنطق الهادئ البعيد عن كل عنف وتعصب نجد الإسلام يعلم المسلمين أن يقولوا للآخرين عند الجدال في قضايا الدين ما جاء في سورة (سبأ / ٣٤ مصحف/ ٥٨ نزول) : {وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين} .

كما يأمرهم بأن يجادلوا أهل الكتاب بالتي هي أحسن , فقال الله تعالى في سورة (العنكبوت /٢٩ / ٨٥ نزول) :

{ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا ءامنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون} .

وقد أمر الله رسول الله محمد بأن يدعو أهل الكتاب دعوة مشبعة بالرفق واللين , وذلك بأن يقول لهم كما جاء في سورة (آل عمران / ٣ مصحف / ٨٩ نزول) : {قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون} .

ب- وأما المسلمون فلم يكن منهم في مواجهة أهل الكتاب إلا الرفق واللين والتسامح والدعوة الخيرة , وهذا ما جعل النسبة العظمى من سكان البلاد التي دخلها الإسلام بما فيهم أهل الكتاب يسرعون إلى الدخول في الإسلام طواعية دون إكراه , إدراكا منهم للحق , وشعورا بسلامة أسس الدعوة الجديدة , ومطابقتها للأسس الصحيحة التي يعلمونها من رسالة

<<  <   >  >>