للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

التي تعيش عليها في خدمة أهدافهم الاستغلالية الاستثمارية , مع حجب الخبرات الفنية عنها ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا.

وقد مهدوا لاحتلالهم البلاد الإسلامية بالمبشرين ومؤسساتهم , فأمدوهم بإمدادات كبيرة سخية , ليكونوا قاعدتهم الأولى لتحقيق أهدافهم الاستعمارية , ومهدوا له أيضا بالمؤسسات التجارية والاستثمارية والتعليمية , وبالبعوث من المستشرقين , ثم استطاعوا بحيلهم وألاعيبهم ورشواتهم أن ينتزعوا الامتيازات الضخمة لشركاتهم الكبيرة , بالاتفاقات الدولية , وأن يدخلوها إلى العواصم الكبرى في البلاد الإسلامية , وهي تحمل في حقيبتها غايتين:

الأولى: اقتصادية طامعة بالاستغلال والربح.

الثانية: سياسية تعمل على تهيئة القواعد السياسية والاجتماعية المناسبة , الممهدة لدخول القوات العسكرية الغازية , الطامعة ببسط سلطانها المباشر.

ودخلت قوات المستعمرين العسكرية بعد أن تهيأت لهم الظروف الدولية المناسبة وساعدهم على ذلك وصول الشعب المسلمة إلى دور الانحطاط النسبي الذي دفعتهم إليه عوامل شتى , داخلية وخارجية , ومن هذه العوامل ما يلي:

١- فقدان الوعي الإسلامي العام , وعزوف الناس عن المعارف والعلوم المختلفة , الدينية والكونية , واشتغالهم في ميادين التجارة والزراعة والصناعة التقليدية , دون أن يدخلوا عليها شيئا من التطوير والتحسين.

٢- نقص الخبرات الفنية المتعلقة بالمكتشفات العلمية , والمخترعات الآلية الحديثة , والتخلف في التطبيقات التكنولوجية.

٣- تفرق كلمة المسلمين , وقلة مبالاتهم بأمور أنفسهم الكبرى، وبأمور المسلمين العامة.

٤- انتشار حشد من المفاهيم الخاطئة بينهم , منها ما يتعلق بالأمور الدينية

<<  <   >  >>