للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد أخذت محاربة هذا المثلث للإسلام تتمثل بمحاولة النيل منه على قدر المستطاع من جهودهم الضخمة , وهدفهم البعيد الذين يكدحون من أجله هو الوصول إلى هدم الإسلام هدما كليا , ونسخه من الوجود , ولذلك نجد المبشر "جسب" يود لو يمحي الإسلام من العالم.

ولكنهم بعد الدراسة والتجربة رأوا أن هذا مطلب متعذر المنال ما دام في العالم مئات الملايين من الشعوب المختلفة التي تدين بالإسلام , فانتقلوا إلى محاولات تحقيق أهداف دون ذلك , وتتلخص هذه الأهداف بما يلي:

الهدف الأول: الفصل الكلي بين الإسلام وبين معظم المسلمين فصلا فكريا وتطبيقيا , أو فصلا تطبيقا فقط , تمهيدا للفصل الفكري , لأنه متى طال العهد بين فكرة ما وبين تطبيقها غدا انتزاعها من أساسها أيسر وأقرب منالا , لأن شجرتها المغروسة في النفس تمسي حينئذ ضعيفة الجذور واهية واهنة , بسبب انعدام ثمارها وأزهارها وأوراقها , وما مثل التطبيق للأفكار إلا كمثل أوراق الأشجار وأزهارها وثمارها , وحينما تحبس الشجرة في جو خانق فاسد , أو تطلى بطلاءات تمنع تفتح أفنانها وأكمامها تذبل أغصانها , ثم تموت , وتموت معها جذورها , وتمسي حطبا ينادي على نفسه بالكسر والتحريق.

الهدف الثاني: الفصل الجزئي بين الإسلام وبين المسلمين , فصلا فكريا وتطبيقيا , أو فصلا تطبيقيا فقط , والفصل التطبيقي على طول الخط مرحلة تمهيدية للفصل الفكري.

ويختار أعداء الإسلام لدى محاولات هذا الفصل الجزئي أن يحصروا الإسلام في أمور العبادات , ثم يضيقوا عليه الخناق , حتى لا يخرج من المسجد إلى أي مجال من مجالات الحياة , ويحاولون أن يجعلوا السيادة في هذه المجالات المختلفة لأنظمة غير إسلامية , وقوانين غير إسلامية , ومفاهيم غير إسلامية , وتطبيقات بعيدة عن الإسلام بعد الباطل عن الحق , وبعد الظلمة عن النور.

وتنفيذ هذا الهدف يأتي سابقا لتنفيذ الهدف الأول , عملا بسياسة التدرج.

الهدف الثالث: ويأتي تنفيذه مرافقا لتنفيذ الهدفين السابقين , وهو تشويه

<<  <   >  >>