للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والتنفير منه.

وبالفريقين المرتد والمخطئ في فهم الإسلام المتعصب للخطأ يجتمع على الأجيال الناشئة قوتان: قوةٌ من خارج الحدود الإسلامية، تقوم بهمة بناء المجاري التحويلية عن الإسلام، وإجراء الأجيال الناشئة فيها، وقوة أخرى من داخل الحدود الإسلامية بحسب الظاهر، وهي تقوم بمهمة الصد عن الإسلام والتنفير منه كمهمة الكتل الصخرية التي تقف في الأنهر عند مواطن التحويل، لتمنع الينابيع عن أن تجري في مجاريها الطبيعة، وبذلك يتسنى لبناة المجاري التحويلية أخذ أكبر قدر منها إلى مجاريها المصطنعة.

ويرافق كلا من التضليلات الأولى والتضليلات الثانية تضليلات تعتمد على عنصر الإغراء المادي، ومن أمثلة ذلك الأفكار الدعائية التي توهم المسلمين أن التقدم المادي في شؤون المدنية الحديثة رهنٌ بترك الاستمساك بتعاليم الإسلام، وأن الإسلام عقبة في طريق التقدم، ويتغابى الذين يبثون هذه التضليلات عن الحقيقة الناصعة التي عليها الإسلام الحق، وهي أن الإسلام يدفع المسلمين بقوة إلى كل تقدم حضاري ومدني سليم من الآفات الفكرية والنفسية والخلقية والاجتماعية، ويقدم الذين يبثون التضليلات مزاعم كثيرة خالية من كل سندٍ واقعي، لدعم الأفكار الدعائية التي يضللون بها، على أن البحث الحر الهادئ كفيل بأن يقدم لطالبي الحق الحقيقة الناصعة عن الإسلام.

أما الحقول الاجتماعية والفكرية التي دخلت كتائب الغزاة فيها لبث تضليلاتهم الفكرية بين المسلمين فكثيرة، منها الحقول التالية:

١- المدارس والمعاهد والكليات على اختلاف مستوياتها واختصاصاتها.

٢- الأندية وقاعات المحاضرات وسائر مراكز التوجيه الثقافي الخاصة أو العامة.

٣- الجمعيات العلمية والثقافية والأدبية والفنية ونحوها.

٤- الكتب والمجلات والصحف الدورية.

٥- وسائل الإعلام المختلفة (كالراديو والتلفزيون والفديو) .

٦- الأحزاب والهيئات السياسية والاجتماعية.

٧- المراكز الصحية على اختلاف مستوياتها.

<<  <   >  >>