للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وبلادهم، وقد بلغنا في حينها أن السلطات الاستعمارية كانت تشجع القائمين بهذه الاجتماعات بالمنح المالي، وبإظهار استحسان ما يقومون به، وباستدراج فريق منهم ليكونوا أجراء لهم، ويكونوا فيما بعد قوة دينية في البلاد تساند المحتل، وتخدمه في تحقيق أغراضه.

وهذا اللون من التحوير في مفاهيم الدين وفي تطبيقاته له آثار سيئة جداً، ومنها الآثار التالية:

الآثار السيّئة للبدع الدخيلة في الدّين

١- إبعاد هذه المجموعات عن دراسة علوم الدين دراسة صحيحة، تعدّهم لتفهّم غاياته وأحكامه التي يأمر بها، والتي منها عزة المسلمين، ووجوب مجاهدة الكافرين، والعمل على بسط سلطان الحكم الإسلامي في البلاد.

٢- امتصاص شحنة الطاقة الدينية الكامنة في نفوس المسلمين، والدافعة لهم إلى العمل بواجبات الإسلام التي تعتبر العبادات الخالصة لوناً روحياً من ألوانها.

ويكون امتصاص هذه الطاقة بما تورثه هذه الأعمال المجهدة المحببة للنفوس من القناعة الداخلية بقيام الفرد نحو ربه بجهد كاف، ثم هو يطالب الله بعدها بأن يحقق للمسلمين النصر على عدوهم، دون أن يشارك هو بعمل فعَّالٍ من شأنه أن يضيف إلى قوة المسلمين قوة، أو إلى صفوف مكافحيهم جندياً عاملاً.

٣- تحويل المسلمين عن تعاليم الإسلام الأصلية، وإضافة أشياء جديدة له، قابلة للتنوع بين مختلف المجموعات، ثم بعد أمدٍ قد يطول أو يقصر تصبح هذه المحدثات هي الأصل الديني عند هذه الفئات، وتصبح أركان الإسلام الأصلية شيئاً ثانوياً، ولربما تترك فروض الإسلام وتهمل اكتفاء بهذه المحدثات التي حلت محَلَّها عند هذه الفئات.

٤- تنفير الأجيال المثقفة عن الإسلام، تذرعاً بهذه الأخلاط المبتدعة البعيدة عن سمو الشريعة وكمالها، والتي تصمه بأنه مزيج مقتبس من العبادات

<<  <   >  >>