للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

معاول الهدم , فيهدمون بنيان أمتهم لصالح أعدائهم , وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً.

إن المجتمع الإسلامي المتقيد بتعاليم الإسلام مجتمع متماسك البنيان , قوي الأركان , متسامي الذروات , تبدو المجتمعات الأخرى أمامه كركامٍ من الصخر , أو كثيب من الرمل المتناثر , أو أقزامٍ من الأبنية المخلخلة التي تتلاعب بها الرياح , ومهما ارتقت فإنها لا تدانيه قوة وتماسكاً وسمواً , وذلك لأن كل عضو من أعضاء المجتمع الإسلامي العام المتقيد بتعاليم الإسلام يعمل في مكانه وموقعه من الجماعة بما يجب عليه تجاهها , ويؤدي واجب الطاعة لأولي الأمر من المسلمين , وتصل إليه حقوقه موفورة , ويبتغي بكل أمر من أموره مرضاة الله تعالى وثوابه , وتربطه بالمجتمع وبكل فرد من أفراده مجموعة من الأربطة المتينة , منها الأربطة التالية: الأخوة الإيمانية , والمودة المتبادلة , والحب في الله , والعدل , والإيثار , والتضحية , وتأدية الواجب , والمصاحبة والمعاشرة بالمعروف , والصدق , والأمانة , والوفاء بالعهد , والصدق في الوعد , وإفشاء السلام , واحترام الأخ المسلم وتكريمه , والصدق في الوعد , وإفشاء السلام , واحترام الأخ المسلم وتكريمه , والصدقة , والهبة والهدية , وإكرام الضيف , والتزاور في الله , وعيادة المريض , والإصلاح بين المتخاصمين , والتسامح , والعفو , وإبراء الذمة؛ ورحمة الكبير للصغير , وتوقير الصغير للكبير , إلى غير ذلك من أربطة اجتماعية.

ومعظم هذه الأربطة تنقطع بفصل المجتمع إلى طبقتين أو طبقات متنازعة على مصالح مادية , تدخل فيها عناصر الأنانية , والاستئثار , والطمع , وتفضيل الفرد نفسه بغير حق , والحقد , والحسد , والبغضاء.

إن التقسيم الطبقي من أخطر المسببات التي تأتي إلى القوة الحقيقية الكامنة , في مجتمع من المجتمعات فتبددها , وتجعلها كالهباء المنثور.

وكلا طرفي منحدر اليمين ومنحدر اليسار في العالم يحملان دسائس هذا التقسيم الطبقي , على أسس مادية بحتة اقتصادية وسياسية , وكلاهما يدركان خطورة تماسك المجتمعات الإسلامية على أسس روابطها المتينة الدينية والمادية والأدبية والوجدانية والعقلية , لذلك فهما يحاولان دائماً تقسيم هذه الوحدة ,

<<  <   >  >>