للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأعوان جميع هؤلاء الأعداء، وأجراؤهم، وأنصارهم، والسائرون في أفلاكهم.

ومهمة المسلمين في مضادّة خطط هؤلاء تتجلى بالحرص على وحدتهم الدينية واللغوية التي تمثلها اللغة العربية الفصحى، لغة القرآن، ولغة رسول الإسلام محمد ولغة الأمجاد الإسلامية العظيمة.

[(٣) الدعوة إلى نشر العاميات واللهجات الإقليمية]

واعتبارها لغة العلم والأدب والفن

من المخططات التي أعدها الغزاة لإقامة السدود بين الشعوب الإسلامية واللغة العربية الفصحى، اتخاذ مختلف الوسائل لنشر اللهجات العامية الإقليمية، والتشجيع على أن تكون هي اللغة الرسمية في البلاد، والتشجيع على أن يكتب المسلمون بها علومهم وآدابهم وأشعارهم وقصصهم وتواريخهم وعقودهم وسائر معاملاتهم، وأن يهجروا العربية الفصحى نهائياً، بحجة أن معظم الشعب لا يحسنها، وأنه متى انطلق يكتب بلغته العامية الدارجة استطاع أن يبتكر ويبدع، ويساهم مع معظم أفراده في مختلف العلوم والفنون والآداب.

وما هذه الحجج الضعيفة إلا ذرائع كلامية لخطة تهدف إلى تجزئ الشعوب الإسلامية، والشعوب العربية، وإقامة السدود اللغوية بينها، التي ستجعل من الشعب الواحد شعوباً متعددة بمقدار تعدد أقاليمه، حتى ينتهي الأمر إلى أن ينطق سكان كلِّ إقليم منها بلغة خاصة، لا تمتُّ إلى لغة الإقليم الآخر بصلة فعلية إلا صلة الاشتقاق التاريخي من أصل واحد، وهذا سينسى خلال عدد قليل من القرون، ويمسي لكل إقليم لغته وقوميته وتقاليده الخاصة.

ودراسة كثير من اللغات المتعددة في العالم، تعطينا نماذج تطبيقية شتى، للغات مختلفة فيما بينها كل الاختلاف، مع أنها مشتقة في أصلها من لغة واحدة، يمكن أن نُسميها بالنسبة إليها اللغة الأم، ولكن انفصال اللهجات المحلية الإقليمية عن بعضها مضافاً إلى ذلك العامل الزمني الذي طالت فيه مدّة

<<  <   >  >>