للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

للعربية، ولا يعوقهم حفظه عن الأخذ بجوانب المعرفة، بل كثيراً ما يساعد على ذلك، فنجد كثيراً من المتفوقين في دراسة العلوم هم من حفظة القرآن.

هـ- وفي أثناء هذه الموجة التي أثارها "سلدن ولمور" نشر عالم أمريكي في فقه اللغة مقالة دعا فيها إلى اتخاذ العامية لغة أدبية، وإلى كتابتها بحروف لاتينية، وعبر فيها عن أمانيه بإدخال هذا التطور في بلد عربي مسلم، وسار على الخط الذي سار عليه "سبيتا" من قبل.

و وحمل أيضاً لواء هذه الدعوة المستشرقان الإنكليزيان "باول" و"فيلوت".

أما الأول فقد كان قاضياً في المحاكم الأهلية بالقاهرة، وأما الثاني فقد كان أستاذاً للغات الشرقية في جامعة "كمبردج" وجامعة "كلكتا" وقد اشتركا في وضع كتاب أسمياه "المقتضب في عربية مصر" حاولا فيه أن يضعا قواعد لتسهيل تعلم اللغة العامية المصرية، تلك اللغة التي ضاعت كرامتها على حد زعمها بتركها تنساب مفككة بدون ضوابط تربطها، حتى أصبحت كأنها لا وجود لها، لأن آدابها ليست مكتوبة، وأخذا يرددان الشكوى من صعوبة اللغة العربية الفصحى، ومن صعوبة كتابتها الخالية من حروف الحركة.

ز- وأخطر من اضطلع بكبر الدعوة إلى إقضاء العربية الفصحى عن ميدان الكتابة والآداب، وإحلال العامية الشائعة محلها، وأكثرهم إلحاحاً وطول نفس، المستشرق الإنكليزي، "وليم ولكوكس" الذي كان مهندساً للري في القاهرة إبان الاحتلال البريطاني، فقد وفد إلى مصر سنة (١٨٨٣م) مع أوائل عهد الاحتلال، وتولى الإشراف على تحرير مجلة الأزهر سنة (١٨٩٣م) أي: بعد عشر سنوات من قدومه، وذلك لمدة أشهر فقط.

وقد كان لهذا المستشرق نشاط ظهر وتحمّس ملحّ، في بث هذه الدعوة بين العرب، فلم يأل جهداً في ذلك.

<<  <   >  >>