للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المجال الأول:

حرِّيَّة الاعتقاد، فالإنسان المسؤول المكلَّف حرٌّ في هذه الحياة الدنيا، في أن يؤمن بقلبه بما يشاء، من حقٍّ أو باطل، لكنَّه ملاحقٌ بالمسؤولية عند الله عزَّ وجلَّ عن اختياره الذي كان حُرّاً فيه، وكانت حرِّيته هي مناط ابتلائه وامتحانه في الحياة الدنيا.

وهي هنا حرِّيَّة الممتحن المسؤول، وليست حرِّيَّة مطلقة خالية من المسؤولية والجزاء.

دلَّ على هذه الحرِّية الملاحَقة بالمسؤوليَّة والجزاء عند الله عدَّة آيات قرآنية، منها قول الله عزَّ وجلَّ في سورة (الكهف/١٨ مصحف/٦٩ نزول) :

{وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا} .

ومنها قول الله عزَّ وجلَّ في سورة (البقرة/٢ مصحف/٦٩ نزول) :

{لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ} .

المجال الثاني:

حرِّيَّة العبادة على وفْق الاعتقاد، والحرِّيَّة هنا كسابقتها هي حرِّية الممتحَن المسؤول الْمُلاَحَقِ عند الله بالحساب والجزاء، وليست حرِّيَّة مطلقةً خاليةً من المسؤولية والجزاء.

دلَّ على هذه الحرِّيَّة الملاحَقة بالمسؤولية والجزاء الربَّاني، قولُ الله عزَّ وجلَّ في سورة (الزُّمر/٣٩ مصحف/٥٩ نزول) :

{

قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَهُ دِينِي * فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ} .

وقول الله عزَّ وجلَّ في سورة (فُصِّلت/٤١ مصحف/٦١ نزول) :

{إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمَّنْ يَأْتِي آمِناً يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} .

<<  <   >  >>