للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

"ومن هذا يتبين لنا أن إرساليات التبشير الدينية التي لديها أموال جسيمة، وتدار أعمالها بتدبير وحكمة تأتي بالنفع الكثير في البلاد الإسلامية من حيث إنها تبثُّ الأفكار الأوروبية.

إلا أن لإرساليات التبشير مطامع أخرى كما يتبين من الجملة الآتية التي استخرجتها من رسالة أرسلها إليَّ من جزيرة البحرين في ٢ آب (أغسطس) /سنة ١٩١١م/ حضرة القسيس المحترم صموئيل زويمر منشئ مجلة العالم الإسلامي الإنكليزية، وهو يبني فيها صروح آمال شامخة على أعمال المبشرين البروتستانت، قال: (إن لنتيجة إرساليات التبشير في البلاد الإسلامية مزيتين: مزيد تشييد ومزية هدم، أو بالأحرى مزيتي تحليل وتركيب) .

والأمر الذي لا مرية فيه هو أن حظ المبشرين من التغيير الذي أخذ يدخل على عقائد الإسلام ومبادئه الخلقية.... أكثر بكثير من حظ الحضارة الغربية منه" انتهى.

فإذا أخذنا بقاعدة من فمك أدينك؛ وجدنا في كلام هذا المستشرق ما يدين المستشرقين والمبشرين بأنهم قد قاموا بحرب مركزة ضد الإسلام صاحب رسالة الهداية للناس أجمعين، وهم يعمون أنهم يريدون هداية الناس إلى الحق والخير.

٢- لمحة عن تاريخ التبشير اقتباساً من "أدوين بلس":

منذ أن انتشر الإسلام وظهر على الدين كله، وأهل الكتاب من يهود ونصارى يضمرون له ولأهل الحقد العظيم، وزاد الأمر بالنسبة إلى النصارى أن دخيلاً دخل على نفوس قادتهم الدينين والسياسيين منذ الحروب الصليبية، وارتداد الصليبيين على أدبارهم مهزومين إثر حروب قرنين من الزمان، فولَّد هذا في نفوس هؤلاء أحقاداً وآلاماً صعب عليهم أن ينسوها، فكان من

<<  <   >  >>