للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

٢- قدامة بن جعفر "٣٢٨ هـ"

يوجب تألف اللفظ والمعنى، وكذلك الوزن والقافية، ولكنه مع ذلك يخصص بالدرجة الأولى وحدة البيت، ويشترط أن يكون لكل بيت معنى تام مستقل.

وعقده أن الشاعر إذا أتى بالمعنى الذي يريد في بيت واحد، كأن ذلك أشعر من الذي أتى بذلك في بيتين كقول الشاعر:

إذا أنت لم تستبق أخا لا تلمه ... على شعث أي الرجال المهذب

مع قول الآخر:

إذا أنت في كل الأمور معا ... تبا صديقك لم تلق الذي لا تعانيه

فعش واحدًا أو صل أخاك ... فإنه مقارف ذنبًا تراه ومجانبه

ومن العيب الواضح عند قدامة الناقد احتياج البيت إلى آخر ليتم معناه، فالمعنى يطول عن أن تحتمل العروض تمامه في بيت واحد فيقطعه الشاعر بالقافية ويتمَّه في البيت الذي يليه.

وقد سئل حماد الراوية:

بم تقدم النابغة؟

فأجابه باكتفائك بالبيت الواحد من شعره. لا بل بنصف بيت. لا: بل بربع بيت مثل قولي:

حلفت فلم أترك لنفسك ريبة ... وليس وراء الله للمرء مذهب

وقوله كل نصف بيت يغنيك عن صاحبه.

وقوله: أي الرجال المهذب.

وقوله: وربع بيت يغنيك عن غيره.

<<  <   >  >>