للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وكذلك: أبو عبيدة الذي يرى أن أشعر الناس امرؤ القيس والنابغة وزهير. وأشعر الإسلاميين جرير والفرزدق والأخطل. كما كان الخليفة المأمون يتعصب للأوائل من الشعراء ويقول:

وأيضًا إسحاق بن إبراهيم الموصلي. الذي كان شديد العصبية لشعر الأوائل وينصرهم دائمًا على المحدثين، فطعن على أبي نواس وعلى أبي العتاهية وعلى أبي تمام ولكن لا يعتدّ ببشار.

كما كان زعيم مدرسة تعظم الإقدام على الغناء بالقديم. وتنكر تغييره بالحديث ولنضرب لذلك التعصب مثلًا:

أنشد إسحق الموصلي يومًا الأصمعي هذين البيتين:

هل إلى نظرة إليك سبيل ... فيروي الصدى ويشفي العليل

أن ما قل منك يكثر عندي ... وكثيرًا مما تحب القليل

فقال: لمن تنشدني؟ قال لبعض الأعراب.

فقال: والله هذا هو الديباج الخسرواني. قال إنهما لليلتهما؟؟

فقال: لا جرم والله إن أثر الصنعة والتكلف بين عليهما.

والسؤال: لم كان هذا التعصب من القدماء على المحدثين من الشعراء؟ ولعلَّه في اعتذار الباقلاني عن تعصب هؤلاء حيث قال:

إن هذا لميلهم وحبهم للشعر الذي يجمع الغريب والمعاني.

وفي اعتذار ابن رشيق الذي قال٢:

لحاجتهم إلى الشاهد وقلة ثقتهم بما يأتي به المولدون.

ذلك مما يجيب عن سؤال السائل. ويطمئن من النفس بعضًا من تساؤلها وإن كان لا يشفي، وهنا ابن رشيق يعود ثانية ليقول:

"إنما مثل القدامى والمحدثين كمثل رجلين ابتدأ هذا بناء فأحكمه

<<  <   >  >>