للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

بادئ ذي بدء نقول: إن هناك اتفاقًا تامًا بين المسيحيين والمسلمين على أن هذا النبي المرتقب لم يظهر في بني إسرائيل حتى عهد المسيح. ويتبين ذلك من شهادة كل من بطرس واستيفانوس الذي كان يعتقد أن تلك النبوءة قد تحققت في المسيح.

فقد قال بطرس: "يسوع المسيح المبشر به لكم قبل ... فإن موسى قال للآباء: إن نبيًا مثلي سيقيم لكم الرب إلهكم من إخوتكم له تسمعون في كل ما يكلمكم به" "أعمال الرسل ٢٠:٣-٢٢".

وكذلك قال استيفانوس: "هذا هو موسى الذي قال لبني إسرائيل: نبيًا مثلي سيقيم لكم الرب إلهكم من إخوتكم، له تسمعون" "أعمال الرسل ٧: ٣٧".

ولا مانع من الموافقة على ذلك بشرط الإقرار بأن: المسيح مثل موسى تمامًا فقد كان موسى عبد الله ورسوله وكذلك يكون المسيح.

إن هذا الإقرار يقضي تمامًا على الخلافات في أساسيات العقيدة بين المسيحيين بعضهم البعض من جانب، وبينهم وبين المسلمين من جانب آخر.

ولكن واقع الأمر -للأسف الشديد- على خلاف ذلك من جميع الوجوه.

والآن ننظر في علامات هذا النبي المرتقب فنجد كلمات النبوة تقول:

"أ" "نبيًا من وسط إخوتهم": وإخوة بني إسرائيل هم أولاد عمومتهم أو أقرباؤهم الذين يشاركونهم نسب الآباء، فأولاد الجد الأكبر إبراهيم وأحفاده يعتبرون إخوة لأنهم ذرية لأب واحد. وقد شاع استخدام لفظ "الإخوة" في العهد القديم ليعني الأقرباء، وأولاد العمومة كما في قوله: "أرسل موسى رسلًا من قادش إلى ملك أدوم. هكذا يقول أخوك إسرائيل" "العدد ٢٠: ١٤".

<<  <   >  >>