للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ونقف هنا لنقول: إن توراة موسى تنص بوضوح على أن كل نبي يقول بغير "لا إله إلا الله" فإن نهايته القتل، لأنه متنبئ افترى على الله كذبًا، وعلم غير الحقيقة الكبرى، وهي التوحيد الخالص، حتى لو أتى ذلك الدعي بكل المعجزات والأعاجيب، إن هذا ما تقوله التوراة:

"إذا قام في وسطك نبي أو حالم حلمًا، وأعطاك آية أو أعجوبة ولو حدثت الآية أو الأعجوبة التي كلمك عنها قائلًا: لنذهب وراء آلهة أخرى.. فلا تسمع لكلام ذلك النبي أو الحالم.. لأن الرب إلهكم يمتحنكم لكي يعلم هل تحبون الرب إلهكم.

وذلك النبي ... يقتل لأنه تكلم بالزيغ من وراء الرب إلهكم" "تثنية ١٣: ١-٥".

إن آية صدق النبي -إذن- كل نبي، هو أن يقول ويعلم "لا إله إلا الله".

والآن نقول: إن النبي المرتقب الذي لا تزل تبشر به التوراة -إلى الآن- لا يمكن أن يكون سوى محمد نبي الإسلام، فهو النبي الوحيد الذي ظهر بعد موسى وينطبق عليه الوصف أنه "مثل موسى" تمامًا، وذلك لأسباب كثيرة من بينها ما نذكره بعد مسلسلًا من المنشأ إلى نهاية الحياة الدنيوية لكل من هذين النبيين العظيمين:

١- ينسب موسى إلى أبيه عمرام بن قهات بن لاوى بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، وكانت أمه يوكابد بنت لاوى بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، وبهذا يلتقي أبوه مع أمه في الجد الأول لأبيه. ونلاحظ أن صلة الأب بذلك الجد أبعد من صلة الأم به بمقدار جيل واحد ...

وينسب محمد إلى أبيه عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي.

<<  <   >  >>