للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ولقد كانت هذه المواقف وأمثالها موضع تعليقات شتى من علماء المسيحية ومثال ذلك قول جورج ويلز -الأستاذ بجامعة لندن- في دراسة له عنه المسيح:

"إن مثل هذا الموقف من المسيح يجعل من النادر وصفه بأنه متسامح مع أعدائه.

فبينما هو يمنع القدح والذم: "من قال يا أحمق، يكون مستوجب نار جهنم" "متى ٥: ٢٢ نجده ينغمس في ذلك ويأخذ كامل حريته في الذم: "أيها الجهال والعميان" "متى ٢٣: ١٧"، "يا غبي هذه الليلة تطلب نفسك منك" "لوقا ١٢: ٢٠".

ولقد علمنا أن نحب جيراننا، بل وحتى أعداءنا، ولكنه بالرغم من ذلك يتوعد الكتبة والفريسيين ويصفهم بأنهم مراءون وحيات وأفاعي "متى ٢٣: ٢٩، ٣٣".

وإذا نحينا جانبًا إخفاق المسيح في الحفاظ على المعيار، فإنه لم يدافع بثبات عن أي معيار متناسق ... فبينما يقول عن الناموس: "من نقض إحدى هذه الوصايا الصغرى وعلم الناس هكذا يدعي أصغر في ملكوت السموات"، نجده بعد هذا القبول الصريح لناموس موسى، يجنح سريعًا لإحداث تغييرات كبيرة فيه.

إن ناموس موسى يسمح بالطلاق، لكن المسيح يمنعه إلا في حالة الزنا.

وكذلك يسمح الناموس بالقصاص: عين بعين، وسن بسن، لكنه يمنع القصاص أيضًا"١.

لقد كان الرسول إذا بلغه عن رجل شيء، لا يقول: ما بال فلان يقول..

ولكنه كان يوجه خطابه بصورة عامة يستر فيها صاحب السقطة ويعطيه الفرصة ليستقيم أمره وذلك بقوله: $"ما بال أقوم يقولون كذا، وكذا ... "


١ g. a. wells: the jesus of the early christians, pp. ٦١, ٦٤.

<<  <   >  >>