للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

{وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [البقرة: ٢٣] .

ولما كان القرآن تنزيلًا ممن {لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ} ١ فقد كتب العجز على معانديه فقال: {فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ} [البقرة: ٢٤] .

{قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا} [الإسراء: ٨٨] .

ولقد حلا للكثير من أهل الكتاب حين رأوا القرآن يعرض قصصًا يشابه بعض ما في أسفارهم أن يرددوا ما سبق أن قاله الكفار من اطلاع النبي على كتب الأولين وترديدها.

ولو كان لذلك الزعم أساس لهدمه قول بعض الباحثين المسيحيين -حين قارنوا بين أحاديث كل من أسفار العهد القديم وخاصة التوراة والأناجيل، والقرآن وذلك في الموضوعات المشتركة بينهم- فقد تبين لهم أن القرآن خلا من الأخطاء "والشوائب والبطلان" الموجودة في غيره. فكيف يتأتى ذلك إن لم يكن مصدره إلهيا؟!

وفي هذا يقول "موريس بوكاي": "لا يجد قارئ القرآن أخطاء في الأسماء كتلك التي يجدها في الأناجيل ونعني الأخطاء الخاصة بإسلام المسيح واستحالات الأنساب في العهد القديم "والتي تجعل الطوفان يحدث في القرن ٢٢ قبل المسيح، وفي عصر كانت هناك حضارات مزدهرة على الأرض فبالنسبة لمصر كان ذلك في الفترة الوسطى التي تلت نهاية الدولة القديمة وبداية الدولة الوسطى. وبالنظر إلى ما نعرف عن تاريخ هذا العصر فإنه يكون مضحكًا القول بأن الطوفان قد دمر في ذلك العصر كل الحضارات".


١ الأعراف: ٥٤.

<<  <   >  >>