للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثانيًا: مختصر العين للزبيدي:

كان من بين تلاميذ القالي النابغين أبو بكر محمد بن الحسن الزبيدي الذي كان له حظ في أن يكون مؤدبًا لولد الخليفة الحكم المستنصر بالله وولي عهده هشام. وعندما أصبح هذا الأمير خليفة اختير الزبيدي لتولي منصب القضاء، فعين قاضي قرطبة. ثم وافته منيته عام ٣٧٩هـ.

ولقد كان للزبيدي باع طويل في العلوم الأدبية، وكان له إلى جانب ذلك قصائد من الشعر تخلو عن تعمل الفقهاء، واللغويين١ وإن وفاءه لأستاذه القالي ليظهر واضحًا في وصفه للأمالي التي قال فيها: "ولا نعلم أحدًا من اللغويين ألف مثله".

ومن كتب الزبيدي التي لها اتصال بالبحوث اللغوية كتاب "لحن العامة"، ولكنه لم يصل إلينا. أما كتبه الأخرى فيعنينا منها بجانب مختصر العين كتابان هما "طبقات اللغويين"، وكتاب "الاستدراك على أبنية سيبويه".

كتاب الطبقات:

جمع فيه تراجم قصيرة لكل من تقدمه من النحويين واللغويين، وقسمهم إلى مجموعات تشمل البصريين، والكوفيين والمصريين من اللغويين، وكان في استعراضه لكل مجموعة يذكرهم حسب ترتيب الأجيال الزمنية، ويسمى كل جيل من هؤلاء طبقة وقد طبع هذا الكتاب.


١ فمن ذلك قوله:
ويحك يا سلم لا تراعي ... لا بد للعين من زماع
لا تحسبيني صبرت إلا ... كصبر ميت على النزاع
ما خلق الله من عذاب ... أشد من وقفة الوداع

<<  <   >  >>