للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إن لم يشترطه فليس له أن يخرج، ولكن إذا مات له قريب أو صديق وخاف إن لم يخرج أن يكون هناك قطيعة أو مفسدة فإنه يخرج ولو بطل اعتكافه؛ لأن الاعتكاف مستحب لا يلزمه المضى فيه (١) .

[جواز تنقل المعتكف في جميع أنحاء المسجد]

- وسئل فضيلة الشيخ محمد الصالح العثيمين -حفظه الله-:

هل يلتزم المعتكف مكانًا محددًا في المسجد، أم يجوز له التنقل في أنحائه؟

فأجاب: يجوز للمعتكف أن يتنقل في أنحاء المسجد من كل جهة، لعموم قوله تعالى: (وَأَنتُم عَاكِفُونَ فِي الْمساجِدِ) [البقرة: ١٨٧] ،

(في) : للظرفية، فتشمل ما لو شغل الإنسان جميع الظرف (٢) .

[ما يستحب وما يكره للاعتكاف]

- وسئل فضيلة الشيخ محمد الصالح العثيمين -حفظه الله-:

نود أن نعرف ما الذي يُستَحب للاعتكاف، وما يكره له؟

فأجاب: الذي يستحب فى الاعتكاف أن يشتغل الإنسان بطاعة الله عز وجل، من تلاوة القرآن والذكر والصلوات وغير ذلك، وأن لا يضَيع وقته فيما لا فائدة فيه، كما يفعله بعض المعتكفين، تجده يبقى في المسجد يأتيه الناس في كل وقت يتحدثون إليه، ويقطع اعتكافه بلا فائدة.

وأما المتحدِّث أحيانًا مع بعض الناس أو بعض الأهل فلا بأس به؛ لما ثبت في الصحيحين من فعل رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حين كانت صفية -رضي الله عنها- تأتي إليه فتتحدث عنده ساعة ثم تنقلب إلى بيتها (٣) .


(١) "فقه العبادات لابن عثيمين" (ص ٢١٠، ٢١١) .
(٢) "فقه العبادات لابن عثيمين" (ص ٢١١) .
(٣) "فقه العبادات لابن عثيمين" (ص ٢٠٩، ٢١٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>