للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

واستدلوا على نكارته بأن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال لرجل: "هل صمت من سرر هذا الشهر شيئًا؟ " قال: لا. قال: "فإذا صمت فأفطر يومين". وسرر الشهر: أواخره التي يستتر فيها القمر، فدل هذا على أنه يتأكد الصيام في أول الشهر وآخره.

وقد ذكر العلماء أن الحكمة في الإكثار من صيام شعبان حتى يتهيأ المسلم لرمضان.

أما النهي: فقد ورد في وصل شعبان برمضان؛ لأن المسلم مأمور أن يميز شهر رمضان عن غيره، لذلك أمر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بالفطر قبل رمضان بيوم أو يومين بقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لا تقدموا رمضان بصوم يوم أو يومين إلا أن يكون صوم أحدكم فليصمه".

فالصحيح -إن شاء الله- أنه يجوز صوم آخر شعبان إلا اليومين اللذين قبل رمضان (١) .

[التهنئة بقدوم رمضان]

- وسئل فضيلة الشيخ صالح بن فوزان بن عبد الله -حفظه الله-:

عندما يحل شهر رمضان نسمع كثيرًا من الناس يباركون على بعضهم بقدومه بقولهم: "مبروك عليك شهر رمضان": فهل لذلك أصل في الشرع؟ أفتونا مأجورين.

فأجاب: التهنئة بدخول شهر رمضان لا بأس بها؛ لأن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كان يبشر أصحابه بقدوم شهر رمضان، ويحثهم على الاجتهاد فيه بالأعمال الصالحة، وقد قال الله تعالى: (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) [يونس: ٥٨] .

فالتهنئة بهذا الشهر والفرح بقدومه يدلان على الرغبة في الخير، وقد كان السلف يبشر بعضهم بعضًا بقدوم شهر رمضان؛ اقتداء بالنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: كما جاء ذلك في حديث سلمان الطويل الذي فيه أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "أيها النَّاس! قَدْ أَظَلَّكم شَهْرٌ عَظِيم مبارك" إلى آخر الحديث (٢) .

[الموت في رمضان]

- وسئل فضيلة الشيخ محمد الصالح العثيمين -حفظه الله-:


(١) "فتاوى الصيام لابن جبرين (١٠٠) .
(٢) "المنتقى من فتاوى الشيخ صالح فوزان" (٣/١٢٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>