للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إمساك وليس بعمل يحتاج إلى مكان ولا زمان سوى الزمان الذي شرع فيه من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، وقد ورد في حديث عن ابن ماجه بإسناد ضعيف أن "من صام رمضان في مكة وقام مما تيسر منه كُتب له أجر مائة ألف رمضان" وهذا إسناده ضعيف ولكن يستأنس به ويدل على أن صوم رمضان في مكة أفضل من صوم في غيرها (١) .

[الكافر لا يجاهر بالفطر في رمضان]

- وسئل فضيلة الشيخ محمد الصالح العثيمين -حفظه الله-:

صاحب شركة لديه عُمّال غير مسلمين، فهل يجوز له أن يمنعهم من الأكل والشرب أمام غيرهم من العمال المسلمين في نفس الشركة خلال نهار رمضان؟

فأجاب أولاً نقول: إنه لا ينبغي للإنسان أن يستخدم عمالاً غير مسلمين مع تمكنه من استخدام المسلمين؛ لأن المسلمين خير من غير المسلمين؛ قال الله تعالى: (وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ) [البقرة: ٢٢١] ، ولكن إذا دعت الحاجة إلى استخدام عمال غير مسلمين، فإنه لا بأس به بقدر الحاجة فقط.

وأما أكلهمْ وشربهم في نهار رمضان أمام الصائمين من المسلمين فإن هذا لا بأس به؛ لأن الصائم المسلم يحمد الله عز وجل أن هداه للإسلام الذي به سعادة الدنيا والآخرة، ويحمد الله تعالى أن عافاه، فهو وإن حُرم عليه الأكل والشرب في هذه الدنيا شرعًا في أيام رمضان فإنه سينال الجزاء يوم القيامة حين يقال له: (كلوا واشربوا هنيئًا بما أسلفتم في الأيام الخالية) [الحاقة: ٢٤] لكن يمنع غير المسلمين من إظهار الأكل والشرب في الأماكن العامة لمنافاته للمظهر الإسلامي في البلد.

[التدرج في الصوم]

- وسئل فضيلة الشيخ محمد الصالح العثيمين -حفظه الله-:

هل حدث تدرج في صيام رمضان كالأمر في تحريم الخمر؟

فأجاب: نعم حصل تدرج فحين نزل الصوم كان من شاء صام ومن شاء أطعم ثم بعد


(١) "فتاوى الشيخ محمد الصالح العثيمين" (١/٥٥٧، ٥٥٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>