للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعند أمامة: فكان أبو أمامة، وامرأته، وخادمه لا يُلْفَون إلا صياماً (١) .

قال الذهبي: "ولأبي أمامة كرامة باهرة جزع هو منها، وهي في كرامات الداكالي وأنه تصدق بثلاثة دنانير، فلقي تحت كراجته ثلاث مئة دينار (٢) .

وفي "تاريخ الذهبى" (٣/٣١٥) عن مولاة لأبي أمامة قالت: "كان أبو أمامة يحب الصدقة ولا يقف به سائل إلا أعطاه، فأصبحنا يوماً وليس عنده إلا ثلاثة دنانير، فوقف به سائل، فأعطاه ديناراً، ثم آخر، فكذلك، ثم آخر، فكذلك، قلت: لم يبق لنا شيء، ثم راح إلى مسجده صائماً، فرققت له واقترضت له ثمن عشاء، وأصلحت فراشه، فإذا تحت المرفقة ثلاث مئة دينار، فلما دخل ورأى ما هيأت له، حمد الله وابتسم، وقال: هذا خير من غيره، ثم تعش، فقلت: يغفر الله لك جئت بما جئت به، ثم تركته بموضع وضيعه! قال: وما ذاك؟ قلت: الذهب ورفعت المرفقة، ففزع لما رأى، وقال: ما هذا ويحك؟ قلت: لا علم لي، فكثر فزعه".

[(١٠) صوم عبد الله بن الزبير]

أمير المؤمنين ابن الحواريّ عائذ ببيت الله، المشاهد في القيام، المواصل للصيام.

قال الذهبى: عدّوه في صغار الصحابة، وإن كان كبيراً في العلم والشرف والجهاد والعبادة.

قالت عنه أسماء بنت أبي بكر أنه: قوّام الليل، صوام النهار، وكان يسمى حمام المسجد (٣) .

عن ابن أبي مليكة قال: "كان ابن الزبير يواصل سبعة أيام، ويصبح في اليوم السابع وهو أليثنا" (٤) .


(١) "سير أعلام النبلاء" (٣/٣٦٠) .
(٢) "سير أعلام النبلاء" (٣/٣٦٢) .
(٣) "حلية الأولياء" (١/٣٣٥) ، و"سير أعلام النبلاء" (٣/٣٦٧) .
(٤) رواه الحاكم (٣/٥٤٩) ، أليثنا: أي كأنه ليث.

<<  <  ج: ص:  >  >>