للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو يتصلق (١) فيه، فقالوا: ما حملك على الصيام وأنت مسافر؟ قال: لو حضر قتال لأفطرت ولتهيأت له وتقويت، إن الخيل لا تجري الغايات وهُنّ بُدن، إنما تجري وهن ضُمَّر؛ ألا وإن أيامنا باقية جائية" (٢) ، وفي الحلية: "بين أيدينا أياماً لها نعمل" (٣) .

[(١٤) صوم عامر بن عبد قيس]

القدوة الولي الزاهد راهب هذه الأمة.

كان يقول: "لذات الدنيا أربعة: المال، والنساء، والنوم، والطعام، فأما المال والنساء فلا حاجة لي فيهما، وأما النوم والطعام فلابد لي منهما، فوالله لأضرن بهما جهدي، ولقد كان يبيت قائماً، ويظل صائماً" (٤) .

"وعن علقمة بن مرثد قال: انتهى الزهد إلى ثمانية، عامر بن عبد الله بن عبد قيس، وأويس القرني، وهرم بن حيان، والربيع بن خيثم، ومسروق بن الأجدع، والأسود بن يزيد، وأبو مسلم الخولاني، والحسن بن أبي الحسن" (٥) .

وكان يقول: "ما أبكي على دنياكم رغبة فيها، ولكن أبكي على ظمأ الهواجر، وقيام ليل الشتاء" (٦) .

وعن قتادة: "لما احتضر عامر بكى، فقيل ما يبكيك؟ قال: ما أبكي جزعاً من الموت، ولا حرصاً على الدنيا، ولكن أبكي على ظمأ الهواجر وقيام الليل" (٧) .


(١) يتصلق: يتقلب ويتلوى على جنبه.
(٢) "سير أعلام النبلاء" (٤/١٠) .
(٣) "الحلية" (٢/١٢٧) .
(٤) "الحلية" (٢/٨٨) .
(٥) "الحلية" (٢/٨٧) .
(٦) "الحلية" (٢/٨٨) .
(٧) "سير أعلام النبلاء" (٤/١٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>