للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منهم نفقاتهم إِلا أنهم كفروا بالله وبرسوله ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى ولا ينفقون إِلا وهم كارهون) [التوبة: ٥٤] . وعلى هذا فإذا كنت تصوم ولا تصلي، فإننا نقول لك: إن صيامك باطل غير صحيح، ولا ينفعك عند الله، ولا يقربك إليه. وأما ما تَوَهَّمْتَهُ من أن رمضان إلى رمضان مكَفِّرًا لما بينهما نقول لك: إنك لم تعرف الحديث الوارد في هذا رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول: "الصَّلَوَاتُ الخَمْسُ وَالجُمُعة إلى الجُمُعَة وَرَمَضَان مُكفَرِّات لِمَا بَيْنَهُنَّ مَا اجْتُنِبَتِ الكَبَائر". فاشترط النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لتكفير رمضان إلى رمضان أن تجتنب الكبائر، وأنت أيها الرجل الذي لا تُصَلِّي وتَصُوم لم تجتنب الكَبَائر، فأي كبيرة أعظم من ترك الصلاة، بل إن ترك الصلاة كفر، فكيف يُمكن أن يكفر الصِّيام عنك، فَتركُ الصَّلاة كفْرٌ. ولا يُقبلُ منك الصِّيام. فعليك يا أخي أن تتوب إلى ربك. وأن تقوم بما فرض الله عليك من صلاتك ثم بعد ذلك تصوم. ولهذا لما بعث النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - معاذًا إلى اليمن قال: "وليكُنْ أوَّل مَا تَدعُوهُم إلَيه شَهَادةُ أن لا إله إلا الله، وأن مُحمدًا رسول الله، فإن هم أجابوك لذلك فأعلمهم أنَ الله افترض عليهم خمس صلوات لكل يوم وليلة" فبدأ بالصلاة ثم الزكاة، بعد ذكر الشهادتين.

***

التدرج في الصوم

سؤال: هل حدث تدرج في صيام رمضان كالأمر في تحريم الخمر؟ (١) .

(شذى قنديل محمد - أبها)

الفتوى نعم حصل تدرج فحين نزل الصوم كان من شاء صام ومن شاء أطعم ثم بعد ذلك صار الصوم واجبًا لقوله تعالى: (فمن شهد منكم الشهر فليصمه) [البقرة: ١٨٥] .


(١) المسلمون عدد (١٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>