للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إنَّما الدنيا سرابٌ خادع ... يصرف اللاهي به عَمَّا وراء (١)

كل لَذاتٍ بها موقوتة ... شفي ثناياها بذور الانتهاء

فاصرف الإحساس عنها وانتظر ... دائم اللذات في دار البقاء

إ-نه آتٍ -بلا رَيْب- فلا ... تغمِضِ الأجفان عن آتي القضاء (٢)

شهر الرضا والنور (*)

ألا أقبِلْ هُدى ورضًا ونُورَا ... وخيرًا عامرًا يغْشَى المَزُورَا

نُعِدُّ ليُمْن موسمك التّهاني ... نَعُدُّ ليوم مقْدمك الشّهورا

لنملأ بالندا المُهَجَ الصَّوادِي ... ونَرْوي من سنَا التّقوى الصّدورا

بنور تلاوةِ القرآنِ نُجْلِي ... بصائرنا.. نضيء بها القُبورا

نصومُ.. -نقومُ في- شوق وجد ... وعند الله نحْتسبُ الأجورا

بِكَ الأرواحُ ترشفُ وهْي ظمأى ... شرابًا.. منكَ تسكُبه طهورا

تَلَقّاهُ.. فيُسكرها هيامًا ... وتُسْقَاهُ.. فَتغمُرها سرورا

فُيوضاتٌ من المنّان تَتْرَى ... مواكبُها.. نُعاينُها سُطورا

بآياتٍ من التنزيل تُحْيي ... عزائمنا.. فتأَبى أن تخُورا

فتلك إشارَةٌ بالقُرْب تُسْدَى ... فتدفَعُ عنكَ شرًا مستطيرا

وتلك إشارةٌ بالعفْو تُزْجَى ... فأوقن أنّ لِي ربِّا غُفورا


(١) عما وراء: المراد به الآخرة التي تأتي بعد الدنيا والحياة.
(٢) مجلة منبر الإسلام.
(*) ديوان شعر لفريد قرني.

<<  <  ج: ص:  >  >>