للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال. إن كان ببغداد رجل من الأبدال فأبو إسحاق النيسابوريّ (١) .

قال إسحاق بن إبراهيم بن هانئ: كان أحمد بن حنبل مختفياً هاهنا عندنا في الدار فقال لي أحمد بن حنبل: لست أطيق ما يطيق أبوك -يعني من العبادة-.

ولو لم يكن هذا الإمام الجبل من الفضل إلا ما قاله إمام أهل السنة فيه لكفاه فخراً إلى يوم أن يرث الأرض ومن عليها.

هذا الإمام الصوّام الذي مات وهو صائم.

قال أبو بكر النيسابوري: حضرت إبراهيم بن هانئ عند وفاته فجعل يقول لابن إسحاق: يا أبا إسحاق ارفع الستر قال: يا أبت الستر مرفوع، قال: أنا عطشان فجاءه بماء قال: غابت الشمس؟ قال: لا، قال: فردّه، ثم قال: لمثل هذا فليعمل العاملون ثم خرجت روحه.

وفي "صفة الصفوة": فدعا ابنه إسحاق فقال: هل غربت الشمس؟ قال: لا، ثم قال: يا أبت رُخص لك في الإفطار في الفرض وأنت متطوع، قال: أمهل ثم قال: (لمثل هذا فليعمل العاملون) ثم خرجت نفسه" (٢) .

رحمك الله يا أبا إسحاق فقد كنت نسيجاً وحدك في صومك وعبادتك.

[(٤٢) صوم أحمد بن سليمان أبو بكر النجاد]

من كبار علماء الحنابلة في جمع العلم والزهد، وكانت له حلقة بجامع المنصور، يفتي قبل الصلاة، ويملي الحديث بعدها.

وصنف كتاب "الخلاف" نحو مائتي جزء، وقد سمع من أبي داود السجستاني وغيره.

وكان يصوم الدهر ويفطر كل ليلة على رغيف (٣) .


(١) "تاريخ بغداد" (٦/٢٠٥) .
(٢) "تاريخ بغداد" (٦/٢٠٦) ، و"صفة الصفوة" (٢/٤٠١) .
(٣) "مناقب الإمام أحمد" (١٦٧، ٦١٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>