للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* أخي: في صومك تذكر قول عبيد بن عمير: "يحشر الناس يوم القيامة أجوع ما كانوا قط، وأعطش ما كانوا قط، وأعرى ما كانوا قط، فمن أطعم لله عز وجل أشبعه الله، ومن سقى لله عز وجل سقاه الله، ومن كسا لله عز وجل كساه الله".

* وقال الشعبي: "من لم ير نفسه إلى ثواب الصدقة أحوج من الفقير إلى صدقته فقد أبطل صدقته وضرب بها وجهه".

أخي: ما قدر كسرة تعطيها، أو ما سمعت أن الرب يربيها؟ فيراها صاحبها كجبل أحد، أفيرغب عن مثل هذا أحد؟!.

ما قدر لقمة لا ييالي بها أحد حتى يصير كجبل أُحد؟! ... واعجباً للقمة كانت قليلة فكثرت، وفانية فبقيت.

إن اللقمة إذا أُكلت صارت أذى وقبائح في الحش، وإذا تصدق بها صارت إذاً مدائح عند العرش.

* إن تطوعات البدن لا تتعدى المتطوع، وإن نفع الصدقة متعدد متنوع.

من فطر صائما قد صبر من عشائه إلى فجره فله مثل أجره.

* أما تعلم أن الصدقة تزيد في العمر، ثم إنها والله سريعة الخلف، وحافظة بعد الموت للخلف، واعلم أن إنفاق كل حبة يثمر لك الوفاق والمحبة.

"في كل سنبلة مائة حبة..".

وفي شهر الجود والمواساة نهدي هذه القصيدة لمن أداموا الشبع والجشاء:

الجوع ... الجوع!!

يموتُ المسلمون ولا نُبَالي ... ونهرِفُ (١) بالمكارم والخصالِ

ونحيَا العُمرَ أوتارا وقَصفا ... ونحيا العمرَ في قِيل وقالِ


(١) نهرف: نهذي (من الهذيان) يقال: يهرف بما لا يعرف [المعجم الوجيز] مادة هرف.

<<  <  ج: ص:  >  >>