للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فتح جزيرة رودس سنة ٥٣ هجرية:

* فى رمضان سنة ٥٣ هـ "افتتح المسلمون وعليهم جنادة بن أبي أمية جزيرة رودس وأقام بها طائفة من المسلمين كانوا أشد شيء على الكفار يعترضون لهم في البحر ويقطعون سبيلهم" (١) .

[سنة ٦٧ هـ زالت دولة المختار الثقفي]

قتل المختار في رابع عشر رمضان سنة سبع وستين هجرية.

ركب مصعب بن الزبير والي البصرة على رأس جيش لملاقاة جيش المختار فقطعوا دجله إلى الكوفة واقتتلوا قتالاً شديداً إلى الليل وقتل أعيان المختار وتفرق أصحاب المختار عنه "وأشار عليه جماعة من أساورته أن يدخل القصر دار إمرته، فدخله وهو ملوم مذموم، وعن قريب ينفذ فيه القدر المحتوم، فحاصره مصعب فيه وجميع أصحابه حتى أصابهم من جهد العطش ما الله به عليم وضيق عليهم المسالك والمقاصد، وأفسد عليهم أبواب الحيل، وليس فيهم رجل رشيد ولا حليم، ثم جعل المختار يحيل فكرته، ويكرر رويته في الأمر الذي قد حلّ به واستشار من عنده في هذا السبب السييء الذي قد اتصل سببه بسببه من الموالي والعبيد، ولسان القدر والشرع يناديه (قل جاء الحق وما يبديء الباطل وما يعيد) [سبأ: ٤٩] ، ثم قوي عزمه قوة الشجاعة المركبة فيه على أن أخرجته من بين مَن كان يحالفه ويواليه، ورأى أن يموت على فرسه، حتى يكون عليها انقضاء آخر نفسه، فنزل حمية وغضباً، وشجاعة وكلباً، وهو مع ذلك لا يجد مناصاً ولا مفراً ولا مهرباً وليس معه من أصحابه سوى تسعة عشر، ولعله إن كان قد استمر على ما عاش عليه أن يفارقه التسعة عشر الموكلون بسقر، ولما خرج من القصر سأل أن يخلى سبيله فيذهب في أرض الله فقالوا له إلا على حكم الأمير، والمقصود أنه لما خرج من القصر تقدم إليه شقيقان أخوان وهما طرفة وطراف ابنا عبد الله بن دجاجه فقتلاه بمكان الزياتين من الكوفة واحتزا رأسه وأتيا به مصعب بن الزبير زالت دولة المختار، وكذلك سائر الدول، وفرح المسلمون بزوالها


(١) "البداية والنهاية" (٨/٦٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>