للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* وقال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الصيام جنة، وهو حصن من حصون المؤمن، وكل عمل لصاحبه إلا الصيام، يقول الله: الصيام لي، وأنا أجزي به" (١) .

قال المناوي: "أجزي به صاحبه جزاء كثيراً، وأتولى الجزاء عليه بنفسي فلا أكله إلى ملك مقرب ولا غيره لأنه سرّ بيني وبين عبدي، لأنه لما كف نفسه عن شهواتها جوزي بتولي الله سبحانه إحسانه" (٢) .

الصوم في سبيل الله يباعد من النار:

قال ابن الجوزي: "إذا أطلق ذكر سبيل الله، فالمراد به الجهاد".

وقال القرطبي: سبيل الله: طاعة الله، فالمراد من صام قاصداً وجه الله.

قال الحافظ: ويحتمل أن يكون ما هو أعم من ذلك.

وقال ابن دقيق العيد: العرف الأكثر استعماله في الجهاد، فإنْ حُمل عليه كانت الفضيلة لاجتماع العبادتين، ويحتمل أن يراد بسبيل الله طاعته كيف كانت والأول أقرب ومن لم يضعفه الصوم عن الجهاد فالصوم في حقه أفضل ليجمع بين الفضيلتين.

* وقال ملا عليّ القاريء في "مرقات المفاتيح" (٤/٣٠٢) :

في سبيل الله: أي في الجهاد أو في طريق الحج أو العمرة أو طلب العلم أو ابتغاء مرضاة الله".

* وقال المناوي في "فيض القدير" (٦/١٦١) في سبيل الله أي لله ولوجهه أو في الغزو أو الحج.

قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "صيام المرء في سبيل الله يبعده من جهنم مسيرة سبعين عاماً" (٣) .


(١) حسن: رواه الطبراني في "الكبير" عن أبي أمامة، وكذا رواه عنه الديلمي، وقال المناوي (٤/٢٥٠) : قال الهيثمي: سنده حسن، وحسنه الألباني في "صحيح الجامع" رقم (٣٨٨١) .
(٢) "فيض القدير" (٤/٢٥٠) .
(٣) صحيح: رواه الطبراني في "الكبير" عن أبي الدرداء، وصححه الألباني في "صحيح الجامع" رقم (٣٨٤٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>