كتاب نداء الريان في فقه الصوم وفضل رمضان

ثقة ثبت، بل إن روايته مرفوعاً وموقوفاً تعتبر سبباً موجباً لقوة الحديث.

يقول ابن حزم - بعد أن ساق رواية النسائي -: "وهذا إسناد صحيح، ولا يضر إسناد ابن جريج له، وإن وقفه معمر (١) ، ومالك، وعبيد الله، ويونس، وابن عيينة (٢) ، فابن جريج (٣) لا يتأخر عن أحد من هؤلاء في الثقة والحفظ". ثم قال: "والزهري (٤) واسع الدراية، فمرة يرويه عن سالم عن أبيه، ومرة عن حمزة عن أبيه، وكلاهما ثقة.

وابن عمر كذلك مرة رواه مسنداً، ومرة روى أن حفصة أفتت به، ومرة أفتى به هو".

ثم يقول: "وكل هذا قوة للخبر" (٥) .

وقال الخطابي: "أسنده عبد الله بن أبي بكر (٦) ، والزيادة من الثقة مقبولة" (٧) .

ب- وعلى التسليم لهم بضعف الحديث: فإنه قد رُوي موقوفاً عن ثلاثة من الصحابة بأسانيد صحيحة، والصحابة الذين يروى موقوفاً عليهم هم: ابن عمر، وحفصة بنت عمر بن الخطاب، وعائشة بنت أبي بكر - رضي الله عنهم - جميعاً (٨) .

(١) هو معمر بن راشد بن أبي عمرو الأزدي، فقيه حافظ للحديث، ولد في البصرة (٩٥ هـ) ، وسكن اليمن، وتوفي بها (١٥٣ هـ) .
راجع: "خلاصة تهذيب الكمال" (٣/٤٧) ، "طبقات الحفاظ" (ص ٨٢) ، "الكاشف" (٣/١٦٤) .
(٢) هو سفيان بن عيينة بن أبي عمران: ميمون الهلالي أبو محمد الكوفي الأعور، أحد أئمة الإسلام، قال الشافعي: لولا مالك وسفيان لذهب علم الحجاز، توفي بمكة سنة (١٩٨ هـ) .
راجع: "خلاصة تهذيب الكمال" (١/٣٩٧) ، "طبقات الحفاظ" (ص ١١٣) ، "الكاشف" (١/٣٧٩) .
(٣) هو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج، فقيه الحرم المكي، وإمام أهل الحجاز في عصره، رومى الأصل، ولد وتوفي بمكة سنة (٨٠-١٥٠ هـ) .
راجع: "خلاصة تهذيب الكمال" (٢/١٧٨) ، "الكاشف" (٢/٢١٠) ، "طبقات الحفاظ" (ص ٧٤) .
(٤) هو محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب، من بني زهرة بن كلاب من قريش، أول من دون الحديث، وأحد كبار الحفاظ الفقهاء، تابعي من أهل المدينة، عاش ما بين (٥٨-١٢٤ هـ) .
راجع: "خلاصة تهذيب الكمال" (٢/٤٥٧) ، "الكاشف" (٣/٩٦) ، "طبقات الحفاظ" (ص ٤٢) .
(٥) "المحلى" (٦/١٦٢) .
(٦) هو عبد الله بن أبي بكر الصديق صحابي من العقلاء الشجعان السابقين الى الإسلام، كان له دور هام في هجرة الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، توفي سنة (١١هـ) .
راجع: "الأعلام" (٤/٢٣٤) .
(٧) "تلخيص الحبير" (٢/١٨٨) .
(٨) راجع سنن النسائي، و"المحلى" (٦/١٦١) ، و"تلخيص الحبير" (٢/١٨٨) .