للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تجوع للإله لكي يراه ... نحيل الجسم من طول الصيام

فوالله ما رأينا في البيت إلا باكيًا ونظرنا فلم نجد أحدًا.

قال حريث بن طرفة: فكانوا يرون أن بعض الجن قد بكاه" (١) .

* أين من كان إذا صام صان الصيام، وإذا قام استقام في القيام، أحسنوا الإسلام ثم رحلوا بسلام، فما بقى إلا من إذا صام افتخر بصيامه وصال، وإذا قام عجب بقيامه وقال: كم بين خليّ وشجيّ، وواجد وفاقد، وكاتم ومبدي.

"عباد الله إن شهر رمضان قد عزم على الرحيل، ولم يبق منه إلا القليل، فمن منكم أحسن فيه فعليه التمام، ومنْ فَرط فليختمه بالحسنى والعمل بالختام، فاستغنموا منه ما بقى من الليالي اليسيرة والأيام، واستودعوه عملاً صالحاً يشهد لكم به عند الملك العلاّم، وودعوه عند فراقه بأزكى تحية وسلام.

سلام من الرحمن كل أوان ... على خير شهر قد مضى وزمانِ

سلام على شهر الصيام فإنه ... أمان من الرحمن كل أمان

لئن فنيت أيامك الغر بغتة ... فما الحزن من قلبي عليك بفان" (٢)

"شهر رمضان، وأين هو شهر رمضان؟ ألم يكن منذ لحظات بين أيدينا، ألم يكن ملء أسماعنا وملء أبصارنا؟ ألم يكن هو حديث منابرنا، زينة منائرنا، وبضاعة أسواقنا، ومادة موائدنا، وسمر أنديتنا، وحياة مساجدنا فأين هو الآن!! " (٣) .

* أي شهر رمضان، أي سلطان الشهور وجامع البشر والسرور جمع


(١) "لطائف المعارف".
(٢) "التبصرة" لابن الجوزي (١/١٩٩) .
(٣) "وداع رمضان" لمحمد عبد الله دراز.

<<  <  ج: ص:  >  >>