للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[١٠- الإسماعيلية النزارية]

[أ- الحشاشون]

أوهم زعيمهم الحسن الثاني بطرح جميع التكاليف الدينية والامتناع عن إقامة الفرائض الإسلامية لأن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته"، فالإمام هو المسئول الأول عن أتباعه وهو الذي يتحمل بدلهم الحساب يوم القيامة، إن أطاعوه طاعة تامة واعتقدوا إمامته على هذا النحو، وبذلك دخلت الإسماعيلية دوراً جديداً وهو دور "القيامة أو عدم القيام بالفرائض الدينية من صلاة وصوم وحج "ونسخ حكم الشريعة" (١) .

وقد كان الحسن الثاني وابنه محمد متشددين في فرض التعاليم الجديدة وكانا يريان أن الاستمساك بالأحكام الشرعية الظاهرة إثم لا يعدله إلا إغفالها أيام أن كان العمل مفروضاً بموجب الثقة، لذلك أوحيا النكال والقتل والرجم والتعذيب على كل من استمسك بحكم الشريعة في دورة القيامة (٢) أو اشتغل بالعبادة الظاهرة وواظب على الرسوم الجسمانية.

"وقد حل محل الشريعة عندهم ما يعرف بأركان الحقيقة، فالشهادة هي أن تعرف الله بالله (أي تعرف الله بالقائم) ، والصلاة هي أن تجتنب الآداب والسنن الماضية (أي الأحكام الشرعية) والصوم هو أن تلتزم التقية في حديثك مع المبطلين حتى تظل صائماً" (٣) .


(١) "دراسة عن الفرق في تاريخ المسلمين" (ص ٢٣٥) دكتور أحمد محمد أحمد.
(٢) القيامة عندهم "الوقت - الذي يصل فيه الخلق إلى الحق تعالى وتظهر دقائق الحقائق، وتتجلى بواطن الخلائق، وفيه تتجه القلوب إلى الله، وتترك الرسوم الشرعية والعادات والعبادات التي التزموها مؤقتاً، وتتوجه وجوه النفوس والأرواح إلى الحضرة الإلهية" فرقة النزارية تعاليمها ورجالها السيد محمد العزاوي (ص ١٧٥) .
(٣) "دراسة عن الفرق" (ص ٢٣٥، ٢٣٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>