للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن ذكر اسم ثلاثين رجلاً واسم ثلاثين امرأة معروفة لديهم (١) ، ومن يصم من النصيرية فإنه يخالف المسلمين في أداء هذه الفريضة، إذ يصوم بعضهم قبل صلاة الفجر ويفطر قبل غروب الشمس.

ويضيف إليه بعضهم البعد عن معاشرة النساء طوال الشهر، ويقولون: "إن كل ساعة صوم لملك من الملائكة المقريين المذكور في القرآن، وهناك فريق منهم يفسر الصوم على أنه صون أي امتناع عن النساء طوال شهر رمضان، وليس امتناعاً عن الطعام والشراب وما شاكلهما" (٢) .

[١٣- صوم الدروز]

من الفرق الباطنية يذهبون إلى ألوهية الخليفة الفاطمي الحاكم الذي نقض سائر أركان الإسلام من صلاة وصوم وزكاة وحج وجهاد.

والصوم عند الدروز عبارة عن صيانة القلب بتوحيد الحاكم، وهو أيضاً من الشعائر التي أسقطها الحاكم إذ لم يراع أوقاتها المحدودة.

بل تؤكد تعاليمهم أن دعوة الحاكم هدفها الرئيسي ليس الشريعة الإسلامية الظاهرة فحسب، بل تهدف أيضاً إلى إلغاء التأويل الباطني للشريعة والذي تبناه غلاة الشيعة كالإسماعيلية.

ورسائل الدروز المقدسة تفيض بالنصوص التي تشير إلى هذا.

وهذا دجّالهم حمزة بن علي يخاطب الدروز في إحدى رسائله (التي تعتبر شرعاً لهم) فيقول: (قد بينت لكم في الكتاب المعروف بـ"النقض الخفي" نسخ السبع دعائم ظاهرها وباطنها، وذلك بقوة مولانا جل ذكره وتأييده ولا حول ولا قوة إلا به" [مولاه الحاكم أخزاه الله] .

ويُقصد بالسبع دعائم التي نسخها الشهادتان، والصلاة والصوم والحج والزكاة


(١) "الفتاوى" (٣٥/١٤٥) .
(٢) "إسلام بلا مذاهب" للشكعة (ص ٢٣٤) طبعة أولى.

<<  <  ج: ص:  >  >>