للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والتي تتراوح من ٦-١٢ ساعة وقد تمتد إلى ٤٠ ساعة، حسب تقسيم المدارس المختلفة لمراحل التجويع، أو الصوم المطلق (Starvation) ويعتبر العلماء هذه الفترة فترة أمان كامل، ولا يحصل منها أي ضرر على الإطلاق للجسم، بل على العكس يستفيد الجسم منها فوائد عديدة، قد ذكرنا طرفا منها.

لذلك كان تأكيد النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وحثه على ضرورة تناول وجبة السحور، لإمداد الجسم بوجبة بناء يستمر لمدة ٤ ساعات، محسوبة من زمن الانقطاع عن الطعام، وبهذا أيضاً يمكن تقليص فترة ما بعد الامتصاص إلى أقل زمن ممكن، كما أن حث النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - على تعجيل الفطر، وتأخير السحور، يقلص فترة الصيام أيضًا إلى أقل حد ممكن؛ حتى لا يتجاوز فترة ما بعد الامتصاص ما أمكن، وبالتالي فإن الصيام الإسلامي لا يسبب شدة، ولا يشكل ضغطا نفسيًا ضارًا على الجسم البشري، بحال من الأحوال.

روى زيد بن ثابت -رضي الله عنه- قال: تسحرنا مع رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ثم قمنا إلى الصلاة، قيل: كم كان بينهما؟ قال خمسون آية (متفق عليه) (١) .

وعن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: كان لرسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مؤذنان: بلال وابن أم مكتوم، فقال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إن بلالاً يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم" قال: ولم يكن بينهما إلا أن ينزل هذا ويرقى هذا".

(متفق عليه) (٢) .

عن العرباض بن سارية -رضي الله عنه- قال: دعاني رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إلى السحور في رمضان فقال: "هلم إلى الغداء المبارك" (٣) .

عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "هو الغداء


(١) راجع فتح الباري (٤/١٣٨) حديث رقم (١٩٢١م) ، ومسلم (٢/٧٧١) حديث رقم (٤٧) .
(٢) راجع فتح الباري (٢/٩٩) حديث رقم (٦١٧) ، ومسلم (٢/٧٦٨) حديث رقم (٣٦-٣٨) .
(٣) أبو داود (٢/٧٥٧) ، حديث (٢٣٤٤) ، والنسائي (٤/١٤٥) ، وابن حبان (٥/١٩٤) حديث رقم (٥٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>